عدد الزوار 382 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، وَبَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَرَادَ أَلَّا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «جَمَعَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ». فِي حَدِيثِ وَكِيعٍ: قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ»، وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: «أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ».
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا»، قُلْتُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ، قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّ ذَاكَ.
فَالحَرَجُ مَرْفُوعٌ عَنِ الأُمَّةِ، فَإِذَا شَقَّ عَلَى المُسْلِمِ أَدَاءُ كُلِّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا مَشَقَّةً مُعْتَبَرَةً شَرْعًا؛ فَإِنَّهُ يَجْمَعُ جَمْعًا صُورِيًّا، كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ الأَخِيرِ، وَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ أَنْ يَجْمَعَ جَمْعًا حَقِيقِيًّا بِتَقْدِيمٍ أَوْ تَأْخِيرٍ؛ فَلَا بَأْسَ بِهِ مَعَ المَشَقَّةِ البَالِغَةِ، وَلَا يَتَّخِذُ ذَلِكَ عَادَةً، وَإِنْ حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ فَصَلَّى كُلَّ صَلَاةٍ فِي وَقْتِهَا مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ فَعَلَ، وَلَوْ مَعَ شَيْءٍ مِنَ المَشَقَّةِ، أَمَّا التَّسَاهُلُ فِي الجَمْعِ مَعَ أَدْنَى مَشَقَّةٍ فَلَا يَجُوزُ.