خرافة في إخراج النبي- صلى الله عليه وسلم- يده لأحمد الرفاعي ليقبلها
عدد الزوار
140
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(21412)
الشيخ محمد زكريا -رحمه الله- من أشهر العلماء في الهند وباكستان، وخاصة في أوساط جماعة التبليغ، وله مؤلفات عدة، منها كتاب (فضائل أعمال) حيث يقرأ هذا الكتاب في الحلقات الدينية في جماعة التبليغ، وأعضاء هذه الجماعة يعتقدونه مثل (صحيح البخاري) وغيره وكنت منهم، وأثناء قراءة هذا الكتاب وجدت بعض القصص المروية قد صعب علي فهمها واعتقادي عليها، فلذا أرسل إلى لجنتكم كي تحل مشكلتي، ومن هذه القصص قصة يرويها السيد أحمد الرفاعي، حيث يقول: إنه بعد أداء فريضة الحج لما زار قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وأنشد الأبيات التالية قائما أمام قبر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، حيث قال:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها *** تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت *** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
بعد قراءة هذه الأبيات خرجت اليد اليمنى للرسول- صلى الله عليه وسلم- فقبلتها، (الحاوي) للسيوطي، وذكر أن هناك تسعين ألف مسلم كانوا ينظرون هذا الحدث العظيم، وتشرفوا بزيارة اليد المباركة، ومنهم الشيخ عبد القادر جيلاني رحمه الله، والذي كان موجودا في ذاك المكان بالمسجد النبوي الشريف (البنيان المشيد) في ضوء هذه القصة أريد أن أسألكم:
1- هل هذه القصة لها أصل أم ليست لها حقيقة؟
2- ما رأيكم في كتاب (الحاوي) للسيوطي، حيث أثبتت هذه القصة فيه؟
3- وإذا كانت هذه القصة غير صحيحة، فهل تجوز الصلاة خلف الإمام الذي يروي هذه القصة ويعتقد أنها صحيحة، وهل إمامته جائزة أم لا؟
4- وهل يجوز قراءة مثل هذه الكتب في الحلقات الدينية بالمساجد، حيث يتلى هذا الكتاب في مساجد بريطانيا لجماعة التبليغ، وله شهرة كبيرة بالمملكة العربية السعودية، وخاصة بالمدينة المنورة، حيث عاش مؤلف هذا الكتاب زمنا طويلا بالمدينة المنورة.
أرجو من المشائخ الكرام أن تفيدونا بالجواب الكافي المفصل، وحتى أترجم إلى اللغات المحلية وأوزع على أصحابي وزملائي وبقية المسلمين الذين أتحدث معهم على هذا الموضوع؟
الإجابة :
هذه القصة باطلة لا أساس لها من الصحة؛ لأن الأصل في الميت نبيًا كان أم غيره أنه لا يتحرك في قبره بمد يد أو غيرها، فما قيل من أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أخرج يده للرفاعي أو غيره غير صحيح، بل هو وهم وخيال لا أساس له من الصحة، ولا يجوز تصديقه، ولم يمد يده- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر ولا عمر ولا غيرهما من الصحابة فضلا عن غيرهم، ولا يغتر بذكر السيوطي لهذه القصة في كتابه: (الحاوي)؛ لأن السيوطي في مؤلفاته كما قال العلماء عنه: حاطب ليل يذكر الغث والسمين، ولا تجوز الصلاة خلف من يعتقد صحة هذه القصة لأنه مصدق بالخرافات ومختل العقيدة، ولا تجوز قراءة كتاب (فضائل أعمال) وغيره مما يشتمل على الخرافات والحكايات المكذوبة على الناس في المساجد أو غيرها؛ لما في ذلك من تضليل الناس ونشر الخرافات بينهم.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفق المسلمين لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/282-284)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الرئيس