كتاب: (تبليغي نصاب) وما اشتمل عليه من بدع وخرافات منكرة
عدد الزوار
129
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(20234)
أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي، وبناء على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأردية، وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي والمنتسب إلى جماعة التبليغ الديوبندية، اسمه: الشيخ (محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث)، وجدت في كتابه المسمى: (تبليغي نصاب) على لصفحة رقم(113) في الفصل الخامس، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه (رونق المجالس)، حيث ذكر قصة التاجر الذي مات وقسم ميراثه بين ابنيه، وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي- صلى الله عليه وسلم- ، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير، والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل، والذي أخذ الشعر صار غنيا، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي- صلى الله عليه وسلم- ، رأى بعض الصالحين النبي- صلى الله عليه وسلم- في منامه، حيث كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول له: (من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ويدعو الله -سبحانه وتعالى- عند قبره لاستجابة دعائه) نقلا عن كتاب (تبليغي نصاب)، وكذلك قرأت كتاباً آخر اسمه (تاريخ مشايخ جثت) للمؤلف السالف ذكره الشيخ: محمد زكريا في صفحة رقم(232) حيث ذكر في هذا الكتاب، مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها، فعرف الشيخ حزنه عليه، فقال: (لا تحزن إن الزاهد العابد لا يموت، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره، كما كان يقضي حاجتهم في حياته) نقلا من كتاب: (تاريخ شائخ جثت)
والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر. وكذلك:
أ - هل هو يبقى مسلما أي المؤلف وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه، بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة؟
ب - إذا لم يبق مسلماً، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة؟
الإجابة :
ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- ، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته وعميت بصيرته وضل سواء السبيل. وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجوداً وأن من حازه سبب له الغنى، وادعاء رؤية النبي- صلى الله عليه وسلم- يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه، وقد صح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الشيطان لا يتمثل بي» فكيف يأمر النبي- صلى الله عليه وسلم- الناس بدعاء الله عند القبور وقد نهى عن ذلك في حياته وحذر منه أشد التحذير ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم، ولم يمت- صلى الله عليه وسلم- إلا وقد أتم الله به الدين وأكمل به النعمة، فلا يزاد على ما شرعه ولا ينقص منه، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه، أو اعتقد النفع والضر في المقبور، فإن النافع الضار هو الله سبحانه. وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت بل ينتقل من مكان إلى مكان أخر، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته، اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة، ولا دليل على ذلك، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت، قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾[الزمر : 30]، وقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾[الأنبياء: 34 - 35].
كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى، ولا يجوز طلب قضاء الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله، وطلبها من الأموات شرك أكبر، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- الدالة على ذلك، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/97-101)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس