بيان معنى قوله تعالى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)
عدد الزوار
152
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
يقول السائل ما تفسير قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾[البقرة: 284] ؟
الإجابة :
هذه الآية حينما نزلت على الصحابة -رضي الله عنهم- شق عليهم ذلك وجاؤوا إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-جاثين على ركبهم يرجون التخفيف فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «قولوا سمعنا وأطعنا» فقالوا: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا﴾[البقرة: 285] فخفف الله عنهم وأنزل قوله: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾[البقرة: 286] فرفع الله عنهم التكليف إلا فيما كان تحت طاقتهم؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم» فحديث النفس مهما بلغ من الفحش والقبح لا يضر ما دام الإنسان كارها له غير راكن إليه، فإنه لا يضره لقوله تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب