هل له أن يأخذ والدته معه دون علم أبيه إذا كان والده يضربها ويعاملها بقسوة ؟ وهل يلزمه الاقتراض ليرضي والده في بناء مسكن ؟
عدد الزوار
83
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(7988)
إني شاب متزوج من امرأة صالحة، ولي والد قاسي القلب، ومن هنا أبدأ لكم شرح مشكلتي: قد سافرت من الجنوب إلى مدينة الرياض قبل أربع سنوات، ووالدي هذا لا يفكر إلا في المادة فقط، ولي والدة كبيرة في السن ومريضة بعدة أمراض، وقد حاول والدي عفا الله عنه أكثر من مرة بطردي من المنزل وتحريم دخولي عليه ما دام على قيد الحياة، والمشكلة تكمن في أنني رجل أعرف الله وأعبده خير عبادة، وقائم بشروط ديني وصلاتي على ما يرضي الله إن شاء الله، وأنا لا أريد أن أفقد والدي ووالدتي، والذي لا يتم ديني وصلاتي ونسكي لله إلا برضاهما. والوالد لا يمكن أن يرضى عني حتى أرسل له مبالغ مالية يستطيع أن يبني بها منزلا، علما بأننا نملك منزلا حديثا به أكثر من ثمان غرف، والعائلة كلها لا تزيد عن خمسة أفراد فقط. ولكنني لا أملك هذا المال، ولي عائلة وزوجة ومصاريف وبيت وكثير مما تعرفونه من مطالب الحياة الزائلة. وقد منع والدي أن أقوم بأخذ والدتي إلى الرياض لكي أقوم بعلاجها، مع العلم أنه يضربها ليل نهار، ويقول لها كلاما لا يرضي الله ولا يرضي عباد الله، وذلك أمام الله وخلقه في كل مناسبة وفي كل وقت.
وإني أطلب من فضيلتكم الرد والإفتاء فيما ترونه:
1 - أن أقوم باستلاف المبلغ الذي يريده الوالد من الناس وأرسله له ابتغاء رضاه ومرضاة الله.
2 - أن أقوم بأخذ والدتي من عنده دون علمه وهذا شيء لا أريده.
3 - أن أنسى والدي ووالدتي وأتناساهم، علما بأنني لا أستطيع عمل شيء أبدا من ذلك.
وإن في نفسي عقدة نفسية من صغري، وذلك عندما كنت أرى والدي وهو يقوم بضرب والدتي ضربا قاتلا، وكان - والله على ذلك شاهد - أنه كان يضع رأسها بين بابين من البيت ويسحب الباب عليها، علما بأنه لا يملك غيرها، وهي امرأة صالحة، علما بأن أمي عائشة معه منذ أكثر من 35 سنة، وأنا أبلغ من العمر 24 سنة، وراتبي لا يكفي مطالب منزلي وأهلي وبيتي الذي أنا مستأجره.
الإجابة :
إذا كان الواقع كما ذكرت فعليك بر والديك، وأن تصاحبهما بالمعروف، وتنصح لهما بأداء حق الله من صلاة ونحوها، وبحسن العشرة وصلة الرحم، ولا يحملنك ما تجده من أبيك من الأذى على عقوقه، ولا تأخذ أمك من عنده دون إذنه، ولست بملزم أن تستدين له مالا ما دام يجد ما يكفيه، وصله بما تستطيع من كسبك؛ ابتغاء مرضاة الله ثم مرضاته، قال الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ﴾[لقمان: 14] إلى أن قال: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾[لقمان: 15] الآية
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(25/166- 169)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس