عاهد الله على عدم البقاء في بلاد الكفر ثم أقنعه صاحبه بالبقاء فما هي النصيحة ؟
عدد الزوار
108
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(12794)
جئت إلى البرتغال يوم 11 \ 8 \ 1989 م مع أخ لي في الله للعمل معه، وهو يتاجر في البرتغال، ثم تركني وسافر إلى أسبانيا على أن يعود يوم 5 \ 9، ثم هو قد تأخر عن موعده، فحدث أن عاهدت الله يوم 9 \ 9 بعد أن زاد قلقي عليه مخافة أن يكون قد حدث له مكروه، عاهدت الله عز وجل عهدا إن رده سالما لا أمكث في البرتغال على أقصى تقدير يوم 11 \ 1 \ 1990 م، وفي خلال تلك الفترة أكون قد حصلت على ما يعين أن أبدأ به حياتي في مصر، ولا حاجة لي في المزيد في بلاد كهذه، وقد كان تفكير هذا الأخ أن نمكث بالبرتغال ونحصل على الإقامة. قلت بعد أن ضاقت علي أرض البرتغال: إن من علامات قبول هذا العهد وموافقة لرضا ربي عز وجل أن ينشرح صدري وأن يزول ما بي من هم وضيق، وأن يعود هذا الأخ، وقد كان، فبعد هذا العهد شرح الله عز وجل صدري وعاد هذا الأخ في نفس اليوم 9 \ 9 \ 1989م، ثم أخذ بعد عودته يحدثني عن طموحاته وعن سنوات نقضيها في البرتغال معا، وكيف أنه عقد على وجودي معه آمالا في تجارته مما جعلني أشعر من الأمانة أن أحدثه بما عقدت عليه العزم من عدم المكوث في البرتغال طويلا، راجيا بعد محادثته أن يوافقني على العودة بعد ما أكون قد مكثت تلك الفترة، ويكون العائد قد غطى تكاليف السفر وبقي معي مال للبدء به في مصر، وبالتالي أكون قد أفدت واستفدت، ثم أعود إلى حيث الأهل والأصحاب وصلاة الجماعة، غير أنه بعدما حدثته بذلك وجدته لا يوافقني، بل قال لي: إن هذا الكلام قد زينه لك الشيطان ليفسد عليك رحلتك والغرض منها لتعود إلى مصر حيث لا عمل هناك، صحيح أني حاصل على بكالوريوس تجارة دفعة 1985م، ولكن لم أعمل، ودوري في اليقين أمامه فترة، ثم قال لي: هل لو لم تحصل على قدر من المال خلال تلك الفترة فهل تعود، فقلت له: نعم، إنه عهد مع الله، ورغم ذلك هو مازال يحدثني عن المشاريع والطموحات والسنوات التي سنمضيها معا، بل ويطلب مني أن أطرح فكرة العودة وأن أنساها تماما.
فهل حقا المسألة كما يقول قد دخلها الشيطان، وهل أصدقه ؟ أم في العودة مرضاة الله عز وجل وهو العهد ؟ مع العلم أني عندما عاهدت ربي هتف هاتف داخلي: إياك أن تكون مثل ثعلبة ويأتي الموعد وتجد أن المال بدأ يزيد والحياة بدأت تأخذ شكلا طبيعيا، فقلت للهاتف: لا، لن أكون ثعلبة إن شاء الله.
أسأل الله لي ولوالدي ولكم العفو والعافية، وأن يجعلك في فتواكم ما يعينني ويهديني إلى رضا الله عز وجل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
الإجابة :
إذا كان يغلب على ظنك أن بقاءك في البرتغال أصلح لك في دينك ودنياك من جهة إقامة شعائر الدين على الوجه الأكمل، وطلب الرزق الحلال، فإنك تكفر كفارة يمين عن العهد، والكفارة هي: عتق رقبة مؤمنة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تجد شيئا من ذلك فصم ثلاثة أيام، وإذا كان يغلب على ظنك أن عودتك إلى مصر أصلح لك في دينك ودنياك، فإنك تعود إلى مصر ولا كفارة عليك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(23/102- 105)
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس