هَلْ صَحَّ فِي المَهْدِيِّ حَدِيثٌ؟

(326)
هَلْ صَحَّ فِي المَهْدِيِّ حَدِيثٌ؟
سُئِلَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ النُّمَيُّ – حَفِظَهُ اللهُ -: هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَهْدِيًّا، وَإِذَا كَانَ صَحِيحًا فَكَمْ سَيَمْكُثُ؟
فأجاب: نَعَمْ، صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَادِيثُ فِي المَهْدِيِّ؛ مِنْهَا: مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ العَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي». قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: وَفِي البَابِ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ، لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ، حَتَّى يَلِيَ». قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ - قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ -، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، أَقْنَى الْأَنْفِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ».
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (وَلَا الْمَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)؛ فَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ مَجْهُولٌ، وَقَدْ اخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي إِسْنَادِهِ.
قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الآبِرِيُّ: وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ وَاسْتَفَاضَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِذِكْرِ الْمَهْدِيِّ، وَأَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنَّهُ يَمْلُكُ سَبْعَ سِنِينَ، وَأَنَّهُ يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلًا، وَأَنَّ عِيسَى يَخْرُجُ فَيُسَاعِدُهُ عَلَى قَتْلِ الدَّجَّالِ، وَأَنَّهُ يَؤُمُّ هَذِهِ الأُمَّةَ، وَيُصَلِّي عِيسَى خَلْفَهُ".