عدد الزوار 122 التاريخ Friday, October 29, 2021 6:12 AM
فأجاب: لَقَدْ تَوَاتَرَ نَهْيُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بِنَاءِ المَسَاجِدِ عَلَى القُبُورِ وَاتِّخَاذِهَا مَسَاجِدَ، وَالصَّلَاةِ إِلَيْهَا، فَكُلُّ ذَلِكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ بِالإِجْمَاعِ، فَلَا يَجُوزُ الصَّلَاةُ عِنْدَ القَبْرِ، وَلَا فِي المَقْبَرَةِ، إِلَّا صَلَاةَ الجَنَازَةِ عَلَى المَيِّتِ فِي المَقْبَرَةِ أَوْ عَلَى القَبْرِ، لِمَنْ فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ.
وَأَيُّ فِعْلٍ مِنْ جِنْسِ مَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنَ المَنْهِيَّاتِ، فَهُوَ دَائِرٌ بَيْنَ الشِّرْكِ الأَكْبَرِ أَوِ الأَصْغَرِ أَوِ البِدْعَةِ، وَكُلُّهَا ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الغَنَوِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: (لَا تُصلُّوا إِلَى القُبُورِ، وَلَا تَجْلِسُوا عَلَيْهَا). رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: (مَاتَ إِنْسَانٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعُودُهُ، فَمَاتَ بِاللَّيْلِ، فَدَفَنُوهُ لَيْلًا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي؟» قَالُوا: كَانَ اللَّيْلُ فَكَرِهْنَا، وَكَانَتْ ظُلْمَةٌ أَنْ نَشُقَّ عَلَيْكَ، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.