عدد الزوار 182 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 8:15 AM
فَأَجَابَ: مِنْ شُرُوطِ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي الْفَضَائِلِ: أَلَّا يَكُونَ ضَعْفُهُ شَدِيدًا مِنْ طَرِيقِ الْمَتْرُوكِينَ، وَأَلَّا يَكُونَ خَارِجًا عَنْ أُصُولِ الدِّينِ، أَوْ يَكُونَ فِي سِيَاقِهِ نَكَارَةٌ.
وَمِثَالُ مَا يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ: مَا رُوِيَ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْفٌ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: (مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَفَاهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ). رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَسَكَتَ عَنْهُ؛ يَعْنِي أَنَّهُ صَالِحٌ، وَلَفْظُهُ: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ، صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا»، لَكِنْ زِيَادَةُ: «صَادِقًا كَانَ بِهَا أَوْ كَاذِبًا» مُنْكَرَةٌ، وَحَكَمَ عَلَيْهَا ابْنُ كَثِيرٍ بِأَنَّهَا غَرِيبَةٌ مُنْكَرَةٌ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي رَفْعِ الحَدِيثِ وَوَقْفِهِ، وَإِرْسَالِهِ وَوَصْلِهِ، وَاخْتُلِفَ فِي تَحْسِينِهِ وَتَضْعِيفِهِ، فَمِثْلُ هَذَا لَا مَانِعَ مِنَ العَمَلِ بِهِ، وَلَهُ أَصْلٌ، قَالَ تَعَالَى: (فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ). وَقَدْ رَجَّحَ ابْنُ حَجَرٍ وَقْفَهُ، وَمِثْلُهُ لَا يُقَالُ بِالرَّأْيِ. وَقَالَ شَيْخُنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَازٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: هَذَا الْحَدِيثُ وَرَدَ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَكِنَّهُ ضَعِيفٌ، حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَهَذَا الْكَلَامُ طَيِّبٌ إِذَا كَرَّرَهُ الْإِنْسَانُ كَثِيرًا ... لَكِنَّ كَوْنَهُ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مَنْ كَرَّرَهُ سَبْعًا يَحْصُلُ لَهُ مَا ذُكِرَ؛ هَذَا فِيهِ ضَعْفٌ، لَيْسَ بِثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.