عدد الزوار 123 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 7:53 AM
فَأَجَابَ: البِطَاقَاتُ المَصْرِفِيَّةُ أَنْوَاعٌ وَمُسَمَّيَاتٌ، وَتَخْتَلِفُ المَصَارِفُ فِي نِظَامِهَا؛ فَمَثَلًا البِطَاقَةُ «الائْتِمَانِيَّةُ أَوِ الفِيزَا أَوِ المَاسْتَرْ كَارَدْ» تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ البُنُوكِ، وَالوَاجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنِ التَّعَامُلِ مَعَ البُنُوكِ الرِّبَوِيَّةِ، وَإِنَّمَا يَتَعَامَلُ مَعَ البُنُوكِ الإِسْلَامِيَّةِ.
وَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ البِطَاقَاتِ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَى مُحَرَّمٍ، كَالبِطَاقَةِ "الائْتِمَانِيَّةِ" الَّتِي تُقْرِضُ بِهَا الجِهَةُ المُصَدِّرَةُ حَامِلَ البِطَاقَةِ مَبْلَغًا مِنَ المَالِ، فَإِنْ لَمْ يُسَدِّدْهُ فِي فَتْرَةِ المُهْلَةِ المَجَّانِيَّةِ أَخَذُوا عَلَيْهِ زِيَادَةً؛ فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ رِبًا، وَاسْتِعْمَالُ هَذِهِ البِطَاقَةِ حَرَامٌ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ المُسْتَفِيدُ مِنْ خِدْمَتِهَا وَاثِقًا مِنْ السَّدَادِ فِي فَتْرَةِ السَّمَاحِ.
أَمَّا إِذَا لَمْ يَكُنْ عَلَى القَرْضِ زِيَادَاتٌ مَالِيَّةٌ، وَلَا مَنْفَعَةٌ عَلَى القَرْضِ، أَوْ كَانَتْ مُجَرَّدَ خِدْمَةٍ كَبِطَاقَةِ "مَدَى" المُرْتَبِطَةِ بِرَصِيدِ حَامِلِهَا الَّذِي فِي حِسَابِهِ الشَّخْصِيِّ، أو بِطَاقَةٍ "سَابِقَةِ الدَّفْعِ"، أَوْ بِطَاقَةِ "الحَسْمِ الشَّهْرِيِّ"، فَإِذَا لَمْ يَتَقَاضَوْا زِيَادَةً رِبَوِيَّةً، وَلَيْسَ فِي التَّعَامُلِ بِهَا مُخَالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ: فَجَائِزَةٌ، وَإِنْ كَانَتِ الجِهَةُ المُصَدِّرَةُ تَفْرِضُ عَلَيْهَا رُسُومًا مَعْقُولَةً مُقَابِلَ الخِدْمَةِ لَا القَرْضِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مَا لَمْ تَشْتَمِلْ عَلَى حِيلَةٍ مُحَرَّمَةٍ؛ لِمَا ثَبَتَ عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (لَا تَرْتَكِبوا مَا ارْتَكَبَتِ اليَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللهِ بِأَدْنَى الحِيَلِ). رَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ، وَحَسَّنَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةُ، وَابْنُ القَيِّمِ، وَالسَّخَاوِيُّ، وَابْنُ كَثِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَاللهُ أَعْلَمُ.