عدد الزوار 190 التاريخ Wednesday, August 25, 2021 7:42 AM
فأجاب: ثَبَتَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ -: (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، وَقَوَّاهُ عَبْدُ الحَقِّ الإِشْبِيلِيُّ، وَابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَابْنُ عَبْدِ الهَادِي، وَالنَّوَوِيُّ، وَابْنُ حَجَرٍ.
فَالعِيدُ مَا يُعْتَادُ مَجِيئُهُ وَقَصْدُهُ مِنَ الزَّمَانِ وَالمَكَانِ، عَلَى وَجْهِ التَّعَبُّدِ وَالتَّعْظِيمِ وَالاجْتِمَاعِ وَالخُصُوصِيَّةِ، مَأْخُوذٌ مِنَ المُعَاوَدَةِ وَالاعْتِيَادِ؛ فَالمَعْنَى: لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا تَعُودُونَ إِلَيْهِ مَتَى أَرَدْتُمْ أَنْ تُصَلُّوا وَتُسَلِّمُوا عَلَيَّ؛ بَلْ صَلَاتُكُمْ وَتَسْلِيمُكُمْ يَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ.
وَمِنَ الأَعْيَادِ المَنْهِيِّ عَنْهَا: مَا يَفْعَلُهُ عُبَّادُ الأَضْرِحَةِ وَمُرْتَادُو القُبُورِ مِنَ البِدَعِ وَالضَّلَالَاتِ عِنْدَ قُبُورٍ مَخْصُوصَةٍ، كَقَبْرِ الحُسَيْنِ وَقَبْرِ البَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنَ القُبُورِ الَّتِي يُصْرَفُ لِأَصْحَابِهَا شَيْءٌ مِنَ العِبَادَاتِ كَالاسْتِغَاثَةِ، أَوْ يُتَبَرَّكُ بِبَعْضِ العِبَادَاتِ عِنْدَهَا كَالذَّبْحِ وَالدُّعَاءِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا يَفْعَلُهُ المُبْتَدِعَةُ فِي أَزْمِنَةٍ مَخْصُوصَةٍ، كَعِيدِ المَوْلِدِ النَّبَوِيِّ فِي الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ -: "الْحَدِيثُ يُشِيرُ إِلَى أَنَّ مَا يَنَالُنِي مِنْكُمْ مِنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ يَحْصُلُ مَعَ قُرْبِكُمْ مِنْ قَبْرِي وَبُعْدِكُمْ عَنْهُ؛ فَلَا حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى اتِّخَاذِهِ عِيدًا".
وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ -: "وَقَدْ أَبْعَدَ بَعْضُ الْمُتَكَلِّفِينَ وَقَالَ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِهِ الْحَثَّ عَلَى كَثْرَةِ زِيَارَةِ قَبْرِهِ - ﷺ -، وَأَنْ لَا يُهْمَل حَتَّى لَا يُزَارَ إِلَّا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ".