عدد الزوار 270 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: كُلُّ اللَّيْلِ وَقْتٌ لِصَلَاةِ اللَّيْلِ فِي رَمَضَانَ، جُمِعَتْ أَوْ فُرِّقَتْ لِغَرَضِ التَّيْسِيرِ عَلَى المُصَلِّي أَوِ المُصَلِّينَ جَمَاعَةً.
وَقِيَامُ لَيَالِي رَمَضَانَ - سُمِّيَ تَرَاوِيحَ أَوْ تَهَجُّدًا - فِي المَسْجِدِ جَمَاعَةً؛ سُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ، ثُمَّ عُمَرِيَّةٌ، ثُمَّ سُنَّةُ أُمَّةٍ وَسَطِيَّةٍ، أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ الصَّحَابَةُ، وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي الصَّحِيحَيْنِ حُجَّةٌ. وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الصَّحِيحُ فِي السُّنَنِ، وَمَا فِيهِ مِنْ تَغَايُرِ فِعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيْصَلٌ، وَقَدْ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالطَّحَاوِيُّ، وَنُقِلَ الإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّ صَلَاتَهَا فِي المَسْجِدِ فَرْضُ كِفَايَةٍ.
وَقَدْ قِيلَ فِي سَبَبِ تَسْمِيَتِهَا بِالتَّرَاوِيحِ؛ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُطِيلُونَهَا، فَإِذَا صَلَّوْا أَرْبَعًا اسْتَرَاحُوا، ثُمَّ اسْتَأْنَفُوا الصَّلَاةَ أَرْبَعًا، ثُمَّ اسْتَرَاحُوا، ثُمَّ صَلَّوا ثَلَاثًا.
إِذَا تَقَرَّرَ هَذَا؛ فَلَنْ نَقْبَلَ قَوْلَ كَائِنٍ مَنْ كَانَ، فِيمَا يُخَالِفُ تِلكَ الأُصُولَ الكَافِيَةَ الشَّافِيَةَ، إِلَّا أَنْ يَأْتِيَنَا بِبُرْهَانٍ عَلَى قَوْلِهِ صَحِيحٍ صَرِيحٍ ظَاهِرٍ كَالشَّمْسِ، مِنْ صَاحِبِ الحُجُرَاتِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا فَسَهْلٌ عَلَى الكَثِيرِ أَنْ يَقُولَ: لَمْ يَفْعَلْ النَّبِيُّ أَوِ السَّلَفُ كَذَا، فِي جُزْئِيَّةٍ دَاخِلَةٍ تَحْتَ أَصْلٍ عَامٍّ دَالٍّ عَلَى المَشْرُوعِيَّةِ.
وَاللهُ أَعْلَمُ.