عدد الزوار 242 التاريخ 01/01/2021
فأجاب: لَا يُعَدُّ مَنْ تُعَاوِدُهُ قَطَرَاتُ البُولِ بَعْدَ مُدَّةٍ مِنْ قَضَاءِ البَوْلِ ثُمَّ تَنْقَطِعُ دَائِمَ الحَدَثِ، فَيَأْخُذُ حُكْمَ مَنْ بِهِ سَلَسُ البَوْلِ المُسْتَمِرُّ؛ بَلْ مِثْلُ هَذَا يَنْتَظِرُ حَتَّى تَخْرُجَ القَطَرَاتُ، وَإِنْ تَوَضَّأَ بَعْدَ تَبَوُّلِهِ مُبَاشَرَةً ثُمَّ نَزَلَتِ القَطَرَاتُ؛ أَعَادَ الوُضُوءَ، وَغَسَلَ النَّجَاسَةَ مِنْ بَدَنِهِ وَثِيَابِهِ.
فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: «فِيهِ الْوُضُوءُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاللَّفْظُ لِلْبُخَارِيِّ. وَلِمُسْلِمٍ: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ». وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ: «يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ، وَيَتَوَضَّأُ».
وَثَبَتَ عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَلْقَى مِنْ الْمَذْيِ شِدَّةً وَعَنَاءً، وَكُنْتُ أُكْثِرُ مِنْهُ الِاغْتِسَالَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: إنَّمَا يَجْزِيكَ مِنْ ذَلِكَ الْوُضُوءُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِمَا يُصِيبُ ثَوْبِي مِنْهُ؟ قَالَ: يَكْفِيكَ أَنْ تَأْخُذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَتَنْضَحَ بِهِ ثَوْبَكَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ قَدْ أَصَابَ مِنْهُ». رَوَاهُ أَحْمَدُ، وأَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَرَوَاهُ الْأَثْرَمُ وَلَفْظُهُ، قَالَ: «كُنْتُ أَلْقَى مِنْ الْمَذْيِ عَنَاءً، فَأَتَيْت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يَجْزِيكَ أَنْ تَأْخُذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَتَرُشَّ عَلَيْهِ».