حكم تعطيل فرضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
عدد الزوار
168
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سماحة الشيخ: عطل البعض من الناس فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل وجد من يخذل من يقوم بهذا العمل، هل لكم توجيه ونصيحة حول أهمية هذا الغرض؟
الإجابة :
نعم، هذه الفريضة من أهم الواجبات، فالله سبحانه أوجب على أهل الإيمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعل ذلك من أسباب صلاح الجميع، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾[التوبة:71] فجعله من إيمانهم كالصلاة والزكاة، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾[آل عمران: 110] وتوعد بني إسرائيل ولعنهم على عدم تناهيهم عن المنكر فقال سبحانه وتعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾[المائدة: 78- 79] وروي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم».
وثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه».
نسأل الله العافية، ويقول -جل وعلا-: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾[آل عمران: 104] يعني فرض كفاية إذا قام به في المحلة المعينة من يكفي سقط عن الباقين، إذا كان في قرية أو قبيلة أو في هجرة أو في أي محل وقام به بهذا الواجب، من يكفي، صار من حق الباقين سنة، من باب التعاون على البر والتقوى؛ لأن المقصود حصل، وهو أن هذا قام به نهاهم فانتهوا، إذا نهاهم عن المنكر فانتهوا حصل المطلوب.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/88- 90)