تشعر بالغربة بين قريباتها وصديقاتها لما تراه منهن من أعمال مخالفة للشرع فما هي النصيحة؟
عدد الزوار
152
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
أود أن أعبر في هذه الرسالة عما أشعر به في هذه الأيام، من ضيق بمن حولي من الناس لكثرة فجورهم كما تقول، وقلة حيائهم وبعدهم عن الدين، ودائمًا أتساءل في نفسي، هل هؤلاء الناس هم من عرفتهم منذ عام منذ عامين منذ نعومة أظفاري؟ والإجابة قطعًا نعم، إذن لماذا أشعر بالغربة بينهم، فلا يعجبني سلوكهم، ولا يرضيني ميولهم، وذلك لأنها أعمال لا ترضي الله ولا رسوله، هذا ما شعرت معه بالحاجة للإجابة الصريحة على سؤالي، ولهذا فقد بعدت من القريبات، والصديقات، فهل من كلمة تتفضلون بها تثبتني على طريق الحق إن شاء الله؟
الإجابة :
نعم نوصيك بالصبر والدعاء لهن بالتوفيق، والهداية ونصيحتهن بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، فقد صبر الرسل عليهم الصلاة والسلام، وعلى رأسهم نبينا وإمامنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، فقد أوذي ورأى من الكفر والفجور ما لم تر، وصبر على هذا، وأحسن إلى الناس ورحمهم، وعطف عليهم مع إيذائهم له -عليه الصلاة والسلام-، قال الله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾[الأحقاف: 35] وقال سبحانه: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾[الطور: 48] وقال تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾[الحجر: 94] فالمؤمن يصبر ويحتسب، والله يقول: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾[الأنفال: 46] ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[الزمر: 10]، ويقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر» واستعيني بالله ثم بمن ترين من الأخوات الطيبات، في نصيحتهن، تعاونوا على البر والتقوى، ليكن معك من يساعدك في النصيحة، والتوجيه والإرشاد، ولا تيأسن أبدًا الله يقول: ﴿وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾[يوسف: 87]، ويقول سبحانه: ﴿لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾[الزمر: 53]، فعليكن الصبر والنصيحة، والاستمرار في الدعوة إلى الله، والإرشاد مع السؤال لهن بالتوفيق، سؤال الله لكن ولأخواتكن، اسألوا الله لهن التوفيق والهداية والصلاح، وأن يمن عليهن بالتوبة، ولا تجزعن ولا تيأسن أبدًا.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(18/470)