فرط في حق الله تعالى وحق والديه فماذا يلزمه؟ الفتوى رقم(8495)
عدد الزوار
100
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
إنني شاب أبلغ من العمر (19) تسعة عشر عاما، والدي ووالدتي ولله الحمد بخير، وهما الآن على قيد الحياة، فقد بدأت حياتي سعيدا حتى بلغت سن الرشد، ومررت بالمرحلة التي تسمى بمرحلة المراهقة، فانقلبت حياتي السعيدة إلى جحيم، نعم لقد أخطأت في حق الله أولا، فتركت الصلاة، وتركت الصوم، وخنت الأمانة، وأحلف بالله كاذبا، ونسيت أن هناك يوم حساب، أيضا أخطأت في بر الوالدين، فما تلفظ كلمة من والدي ووالدتي حتى أكيل الصاع صاعين، فصرت عاقا بالوالدين، أنساني الشيطان والعياذ بالله منه آيات الله في قوله تعالى: ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾[الإسراء: 23].
إنني أكتب هذه السطور وأنا أريد التوبة من الله أن يغفر لي ويرحمني، هناك شيء هام أريد أن أخبرك به، هو أن والدي ووالدتي يذكران شقيقي الأكبر أمام المجالس والناس بالخير والكلام الطيب، أنا عكس ذلك، فلن أجد منهما إلا السب والشتم وأكبر من ذلك الضرب أمام الناس، وأمام أعين أصدقائي وأعدائي، وهما لا يزالان يمشيان في حياة القدماء، لم يتطورا في أسلوبهما معي، ولا حتى التقدير لي، فصرت مثل الحيوان الذي ليس له احترام أو تقدير، حاولت أن أصلح الغلط بالتالي هي أحسن، ولكنني فشلت، فالوالدان يحتقران عليه؛ لأنني ابنهما الصغير في الأسرة، وصحيح مهما عملت فلن أرد شيئا من الجميل لهما. ولا أطول عليكم، آمل من فضيلتكم بالحل العاجل.
الإجابة :
أولاً: ننصحك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة تشتمل على الندم على فعل الذنب، والعزم على عدم العود فيه ومقاطعته، وأن تكثر بعد ذلك من الأعمال الصالحة، فالحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[طه: 82] وقال: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[الفرقان: 68-70]
ثانياً: ننصحك ببر والديك مهما حصل عليك منهما من الأذى، فبرهما وطاعتهما تسبب رضاهما عن ولدهما، وفي رضاهم رضى الله، ففي الحديث: «رضى الرب في رضى الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين». ونرجو أنك إذا تبت إلى الله واستقامت حالك وأخذت في عمل الصالحات وتجنبت الفواحش أن أبويك وغيرهما سيحبونك، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾[مريم: 96].
وفقنا الله وإياك لتوبة نصوح تكون سببا في فوزنا برضى الله ورضوانه، إنه سميع مجيب.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(24/334- 336)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس