بيان معنى: (خليفة) في قوله تعالى: ( إني جاعل في الأرض خليفة ) والجمع بين آيتين ظاهرهما التعارض
عدد الزوار
127
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(18720)
نرجو أن تفتونا عن معنى قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة: 30] . نرجو أن توضحوا لنا معنى (خليفة) في هذه الآية، وكيف نوفق بين الآية السابقة وقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56] لقد حدث عندي لبس بين ما خلق الإنسان له، وما هي الأولى على الإنسان عبادة الله أو الخلافة أو كلاهما معا، وما علاقة الخلافة بالعبادة؟
الإجابة :
معنى قوله تعالى: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة: 30] أي: قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ﴾[الأنعام: 165] ، وقال سبحانه: ﴿وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾[النمل: 62] ، وقال: ﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾[الزخرف: 60] وغيرها من الآيات.
وأما قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[الذاريات: 56] فمعناه: أي إلا لآمرهم بعبادتي وأبتليهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وبمعرفة معنى الآيتين يزول الإشكال الذي توهمته. فالآية الأولى تبين أن الجنس البشري يخلف بعضه بعضا في هذه الأرض، والآية الثانية بينت الحكمة والغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس وهي أمرهم بعبادة الله وحده، فتكون الحكمة أنه خلقهم لعبادته وليخلف بعضهم بعضا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/145- 147) المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس