هل كان ضرب موسى للحجر بعد فتح بيت المقدس أو في التيه ؟
عدد الزوار
149
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السؤال الأول من الفتوى رقم(5566)
لقد بدأت قراءة [تفسير ابن كثير] الذي استقرضته من صديق لي، أقرأ التفسير لسورة البقرة الآية( 60 ) أولا، ثم أجب عن هذا هل انفجار الماء (اثنتا عشر عينا) أثناء رحيل بني إسرائيل في التيه أربعين (40) عامًا أو بعد فتح بيت المقدس؛ لأنه غير واضح في التفسير هو أثناء رحيلهم قبل فتح بيت المقدس أو بعد ذلك، أو هو كان حجرا طوريا يحملونه معهم حتى إذا نزلوا ضربه موسى بعصاه؟
الإجابة :
قال الله تعالى: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾[البقرة: 60] أمر الله تعالى رسوله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام حين استسقاه أن يضرب بعصاه الحجر، فلما ضربه انفجر منه اثنتا عشرة عينا على عدد الأسباط؛ توسعة عليهم حتى لا يتزاحموا ولا يتناحروا على الماء، فكان ذلك من الله تعالى معجزة لموسى عليه السلام ورحمة منه بموسى ومن معه من بني إسرائيل، وهذا هو مكان الحجة والتأييد وموضع النعمة والعبرة، ولم يخبرنا سبحانه عن سائر أحوال الحجر وتفصيلها، ولو كان في ذكر ذلك خير لنا لبينه الحكيم العليم وما كان ربك نسيا، ولم يثبت في تفصيل أحواله حديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما نعلم، ولو كان فيه خير لأوحى به اللطيف الخبير إلى رسوله-صلى الله عليه وسلم-ليبلغه الناس رحمة بهم، وقد نقل ابن كثير في تفسير هذه الآية عن الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (إن ضرب موسى الحجر بعصاه كان في التيه، فصار اثنتي عشرة عينا من ماء، لكل سبط منهم عين يشربون منها) ، ونقل عن مجاهد نحوه .
وبالجملة فالخير للمسلم الاستغناء بما ذكر الله تعالى، أو ثبت في السنة، ولا يخوض فيما لم يثبت فيه نص من ذلك عن النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/198 ـ 199)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس