إشكال في قوله تعالى: (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) والجواب عنه
عدد الزوار
81
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(18257)
يقول المولى عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾[النحل: 1]. فمعلوم أن أتى فعل ماض، فلا تستعجلوه فعل مضارع. نرجو من فضيلتكم شرح هذه الآية حتى نفهمها.
الإجابة :
المراد بقوله تعالى: ﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾[النحل: 1] أي: قرب وقت إتيان القيامة، وإنما عبر بصيغة الماضي تنزيلا لتحقق الوقوع منزلة الوقوع، واقتراب الساعة المذكور هنا بينه جل وعلا في مواضع أخر. كقوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾[الأنبياء: 1] ، وقوله جل وعلا: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾[القمر: 1] .
والتعبير عن المستقبل بصيغة الماضي لتحقق وقوعه كثير في القرآن، كقوله تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ الآية [الزمر: 68]. وقوله: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ﴾ الآية [الأعراف: 44]. وقوله: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾ الآية [الزمر: 69-71].
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/163- 165) المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس