إذا سافر بعد دخول وقت صلاة الظهر فهل له تأخير الظهر مع العصر ؟
عدد الزوار
104
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
رسالة بعث بها المستمع علي عبد عبد الله الريس من الدمام يقول في سؤاله إذا كان الإنسان يريد السفر مسافة قصر وفعلا خرج من بيته ولكن أتى عليه وقت الظهر مثلا وهو لا زال في المدينة التي سيسافر منها فهل يجوز له أن يؤخره مع العصر ويصليهما جمعا وقصرا أم يجب عليه أن يصليها في وقتها ما دام لم يفارق المدينة بعد ؟
الإجابة :
الجواب على هذا السؤال يتوقف على معرفة أسباب الجمع، فالجمع لا يقتصر سببه على السفر وحده، بل السفر سبب من أسباب الجمع وإلا فهناك أسباب أخرى غير السفر يجمعها ما ذكره ابن عباس - رضي الله عنهما - حين أخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : «جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر» فسئل - رضي الله عنه - لم صنع ذلك فقال: «أراد ألا يحرج أمته» أي أراد ألا يوقعها في الحرج.
وعلى هذا: فمتى كان في ترك الجمع حرج ومشقة، فإنه يجوز الجمع فهذا الذي خرج من منزله بنية السفر ولكن المدينة كانت واسعة مترامية الأطراف ويشق عليه أن يتوقف ليصلي الظهر في وقتها، فإن عليه أن يجمع ويؤخرها إلى وقت العصر، أما إذا كان لا يشق عليه أن يتوقف في أي مكان، فإنه يجب عليه أن يقف ويصلي الظهر في وقتها؛ لأنه إلى الآن لم يكن له سبب يبيح الجمع حيث لم يخرج من بلده فيكون قد فارق البلد ودخل في السفر.
واعلم أن الجمع كما يكون عند الحاجة إليه يكون أيضا بفوات مصلحة الجماعة، فإذا كان هؤلاء الجماعة سيتفرقون ولا يصلون جماعة، فإن لهم الجمع ولهذا جاز الجمع للمطر من أجل الجماعة، فإن الناس في أيام الشتاء في أيام المطر يجمعون بين المغرب والعشاء جمع تقديم وما هذا الجمع إلا لفوت صلاة الجماعة إذ من الممكن أن ينصرفوا بدون جمع ويقال لهم: صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم من أجل مشقتهم للحضور الى المسجد، لكن الجماعة لها شأن كبير فهي واجبة لا يجوز تركها إلا لعذر شرعي.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب