بيان معنى قوله تعالى: (وإذا العشار عطلت) وقوله: (وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت)
عدد الزوار
88
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
أرجو تفسير الآية من سورة التكوير في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾[التكوير: 4] والآية الأخرى ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾[التكوير: 8-9]
الإجابة :
أما الآية الأولى وهي قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ فإن الله سبحانه وتعالى يذكر الأحوال يوم القيامة وأن من جملة الأحوال أن العشار وهي الإبل الحوامل تعطل ولا يلتفت إليها وذلك؛ لأن كل امرئٍ له شأنٌ يغنيه عن غيره حتى إن الإنسان ليفر من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه فلا يهتم بأنفَس الأموال عند العرب وهي العشار.
وأما الآية الثانية: فإن الموؤودة فهي الفتاة التي تدفن وهي حية وكان من العرب في الجاهلية من يدفن البنات خوفاً من العار كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾[النحل: 58-59] هذه الموؤدة إذا كان يوم القيامة، فإنها تسأل بأي ذنبٍ قتلت ومن المعلوم أنه لا ذنب لها ولكنها تسأل توبيخاً وتقريعاً وتلويماً لمن وأدها وهذا كما تقول للشخص المظلوم أمام ظالمه بأي شيء اعتدى عليك بأي شيء أخذ مالك وما أشبه ذلك مما يكون فيه تقريعٌ وتوبيخٌ للفاعل وتبرئةٌ للمفعول به.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب