الجمع بين قوله تعالى: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) وقوله تعالى: (إن الله يحب المقسطين)
عدد الزوار
78
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
أرجو أن تتفضلوا بالإجابة عما يلي: ما الفرق بين الآيات الكريمة الآتية في الآية الخامسة عشرة من سورة الجن ، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾[الجن: 15] وفي الآية الثامنة من سورة الممتحنة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[المائدة: 42] وفي الآية الثانية والأربعين من سورة المائدة ﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾[المائدة: 42] .
الإجابة :
القسط الذي أمر الله بالحكم به هو العدل ، والمقسطون هم أهل العدل في حكمهم وفي أهليهم وفيما ولاهم الله عليهم، وأقسط أي: عدل في الحكم ، وأدى الحق ولم يجر، أما القاسط فهو الجائر الظالم، يقال: قسط يقسط قسطا فهو قاسط إذا جار وظلم؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾[الجن: 15] يعني الظالمين الجائرين المعتدين المتعدين لحدود الله، وهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطبا لجهنم ، أما المقسطون بالميم من أقسطوا من الرباعي فهؤلاء هم: أهل العدل الموفقون المهديون الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيمن ولاهم الله عليهم ؛ ولهذا قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[المائدة: 42] يعني يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا».
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/320)