الجمع بين حديثين في التعليق بالمشيئة ظاهرهما التعارض
عدد الزوار
120
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
عن الجمع بين قول النبي، -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له». وقوله: (ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)؟
الإجابة :
الحديث الأول صحيح، وفي لفظ: «إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه». وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله: «اللهم اغفر لي إن شئت» تشعر بمعان فاسدة:
منها أن أحدا يكره الله، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك، ولذلك قال: «فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه». وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت: أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له: إن شئت. وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسئول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قول: «إن شئت».
أما ما جاء في الحديث الثاني من قول: «إن شاء الله» فهي أخف وقعا من قول إن شئت؛ لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق.
فوجه الجمع أن التعبير ب «إن شاء الله» أهون من إن شئت.
ويرد على ذلك أن هذا يفيد أن قول إن شاء الله منهي عنه لكن دون قول إن شئت. فكيف يكون منهيا عنه ثم يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث الثاني الذي ذكره السائل؟ وإن كان فيه نظر من حيث الصحة، لكن ثبت في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا عاد مريضا يقول: «لا بأس طهور إن شاء الله»، وهذه الجملة وإن كانت خبرية فمعناها طلبي. والجواب أن هذه الجملة مبنية على الرجاء لأن يكون المرض طهورا من الذنب وهذا كما في حديث: «وثبت الأجر إن شاء الله». فهو على الرجاء.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/91-92)