السؤال :
يقول السائل: ما رأيكم بقول الداعي في دعائه: (اللهم لا تعاملنا بعدلك؛ بل عاملنا بعفوك)؟
الإجابة :
الأولى أن يقول: (اللهم عاملنا بعفوك وفضلك), وأن يدع قوله: (اللهم لا تعاملنا بعدلك)؛ لأنه لا داعي لها, وإلَّا فمن المعلوم لو أن الله عامل الناس بعدله لأهلكهم جميعاً, قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾[فاطر: 45], ثم إن الله تعالى لو عامل الإنسان بعدله لكانت نعمة واحدة تستوعب جميع أعماله التي عملها؛ بل لكانت أعماله الصالحة التي عملها نعمة من الله تستحق المكافأة والشكر؛ كما قيل:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة ** عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ** وإن طالت الأيام واختصر العمر
فلا داعي أن يقول الداعي: (اللهم لا تعاملنا بعدلك, ولكن عاملنا بفضلك)؛ بل نقول: قل: (اللهم عاملنا بفضلك, ولا تعاملنا بسوء أفعالنا؛ فإنك ذو الفضل العظيم, ونحن ذوو الإساءة ونستغفرك اللهم ونتوب إليك).