الفروق بين ذبيحة الكتابي والوثني
عدد الزوار
86
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السؤال الأول من الفتوى رقم(20811)
لا يتورع كثير من المسلمين هنا هداهم الله - عن أكل ذبائح الوثنين من اليابانيين بحجة عدم توفر الأكل الحلال وعدم إذن الحكومة اليابانية لأحد بالذبح إلا بشروط معينة، وشبهة كثير منهم: أن المسيحيين يسبون الله -عزّ وجلّ-، ويزعمون له صاحبة وولدا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ومع ذلك يباح لنا أكل ذبائحهم، وهم ليسوا أقل كفرا من الوثنيين، كما يحتجون بحديث: «سموا أنتم وكلوا»، وعندما استشهدنا لهم بمفهوم المخالفة في قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾[المائدة: 5] زعموا أن هذا ليس بصريح في تحريم ذبائح الوثنيين، وطلبوا حديثا أو أثرا صريحا في هذا الباب، فما توجيه سماحتكم؟
الإجابة :
لا يحل للمسلم الأكل من ذبائح الكفار غير الكتابيين، وذلك لأمور:
1 - مفهوم قوله تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾[المائدة: 5]، فتخصيص أهل الكتاب يخرج من سواهم من الكفار.
2 - أن هناك فرقا بين الكتابيين وغيرهم من الكفار، فالكتابيون: يؤمنون بالله، وبكتبهم، وبرسلهم. وغيرهم من الكفار لا يؤمنون برسول ولا بكتاب.
3 - الكتابيون يذكرون اسم الله على الذبيحة، ويذكون على الصفة الشرعية، وغيرهم من الكفار لا يذكرون اسم الله عليها، وإنما يذكرون أسماء أصنامهم.
4 - قد أجمع المسلمون على حل ذبائح أهل الكتاب، وتحريم ذبائح سواهم من الكفار.
5 - وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: «سموا الله أنتم وكلوا»، فالمراد التسمية على الأكل، وهي لا تغني عن التسمية على الذبيحة؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾[الأنعام: 121]؛ لأن الحديث جواب عن سؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن لحوم تجلب في أسواق المسلمين، ولا يدرى هل ذكر اسم الله عليها أو لا، فأجاب -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث لأن الأصل فيما يذبح في بلاد المسلمين أنه يذكر عليه اسم الله.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(22/443)
بكر بن عبد الله أبو زيد ... عضو
صالح بن فوزان الفوزان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الرئيس