حكم النذر لغير الله وهل يجوز الوفاء به ؟
عدد الزوار
142
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
صادفتني مشكلة فنذرت لأحد الأئمة وقد علمت أنه لا يجوز النذر لغير الله علما بأن المكان الذي فيه الإمام بعيد عني. فهل يجوز لي أن أدفع هذا النذر للفقراء أو أكفر عنه ؟
الإجابة :
هذا النذر باطل؛ لأنه عبادة لغير الله، وعليك التوبة إلى الله من ذلك والرجوع إليه والإنابة والاستغفار والندم، فالنذر عبادة قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾[البقرة: 270] يعني فيجازيكم عليه، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه». فهذا النذر نذر باطل، وشرك بالله عز وجل، فضلا عن أن النذر لأحد الأئمة الأموات نذر باطل وشرك بالله.
فالنذر لا يجوز إلا لله وحده؛ لأنه عبادة، فالصلاة والذبح والنذر والصيام والدعاء كلها لله وحده سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الفاتحة: 5] وقال سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾[الإسراء: 23] يعني أمر ألا تعبدوا إلا إياه، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾[غافر: 14] وقال عز وجل: ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الجن: 18] فالعبادة حق لله، والنذر عبادة، والصوم عبادة، والصلاة عبادة، والدعاء عبادة، والذبح عبادة، فيجب إخلاصها لله وحده. فهذا النذر باطل وليس عليك شيء، لا للفقراء، ولا لغيرهم، بل عليك التوبة، وليس عليك الوفاء بهذا النذر، لكونه باطلا وشركا، وعليك بالتوبة الصادقة والعمل الصالح.. وفقك الله وهداك لما فيه رضاه، ومن عليك بالتوبة النصوح.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(23/157- 158)