حكم ذبح الهدي وتركه في المجزرة
عدد الزوار
102
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى- : ما حكم من ذبح هديه ثم ذهب، وتركه في المجزرة ؟
الإجابة :
إذا كان حينما ذبحه وعنده من يأخذه، فإن هذا لا بأس به، وإذا لم يكن عنده من يأخذه: فإما أن يُكره له ذلك، وإما أن يَحرم عليه لأمرين:
الأول: لما فيه من مخالفة أمر الله - تبارك وتعالى - حيث قال: ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفقِيرَ﴾[الحج: 28]، وهذا أي: الأكل وإطعام البائس الفقير لا يتم إلا إذا حملها الإنسان، أو إذا شاهد من يأخذها.
والثاني: لما فيه من إضاعة المال، وهذا الذي يفعله كثير من الناس هو الذي أوجب الإشكال، والخوض والكلام الكثير في لحوم الهدي الذي يكون في منى، ولو أن الناس سلكوا ما وجههم الله إليه من الأكل والإطعام؛ ما حصل هذا الأمر، وأشكل على الناس، فعلى كل حال تركها هكذا بدون أن ينتفع بها أحد: إما مكروه، أو محرّم.
والأقرب عندي أنه: محرم؛ لأنه في الحقيقة مخالفة لأمر الله - تبارك وتعالى - بالأكل منها، والإهداء، وإطعام البائس الفقير، وإضاعةٌ المال.
ولو قال قائل: إذا لم يجد أحدًا، أو لم يستطع أن يحملها، فكيف يعمل؟
ف إذا لم يستطع فمن المعلوم أن الواجبات تسقط بعدم القدرة، ولكن يجب أن يحاول، فإذا لم يستطع مثل: ألا يكون به قدرة على مزاحمة الناس وحملها، فإنه يحمل ما يستطيع منها، ويدع ما لا يستطيع؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾[البقرة: 286].
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(25/135-136)