حكم قراءة شيء من القرآن على الميت عند دفنه
عدد الزوار
75
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
قرأت كتاب رياض الصالحين في باب الدعاء للميت بعد الدفن، والقعود عند دفنه ساعة: قال الشافعي -رحمه الله- في هذا الباب: يستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن، وإن ختموا القرآن كله كان حسنا، أرجو من سماحتكم التوجيه النافع لمثل هذا القول.
الإجابة :
هذا ليس عليه دليل إن صح عن الشافعي، والصواب أنه لا يستحب، والشافعي -رحمه الله- من العلماء المعروفين بالسنة، ولكن كل يخطئ ويصيب، كل عالم له أخطاء مثل ما قال مالك -رحمه الله-: كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر، يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والنبي عليه السلام يقول: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» فليس للقراءة عند القبر دليل، والسنة أن لا يقرأ عند القبور، ولكن يدعى للميت بعد الدفن، كما كان -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، قال: «استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» ولما زار قبر أمه استأذن ربه أن يستغفر لها، فلم يؤذن له، فجلس عندها وبكى وأبكى -عليه الصلاة والسلام- ، لما حصل من المصيبة بعدم إذنه سبحانه في الاستغفار لها، وكانت ماتت في الجاهلية، ولما حضرت الوفاة عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أوصى بنيه، ومن يحضر قبره أن يجلسوا عنده قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، كي يستأنس بهم حتى ينظر بماذا يراجع رسل ربه، وهذا قاله من اجتهاده، وليس في هذا قراءة إنما قصده الدعاء له والترحم عليه، وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينة في هذا، وهي أنه يدعى له بالمغفرة والثبات، أما كونهم يجلسون قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها فهذا من اجتهاد عمرو وليس عليه دليل، إنما المشروع أن يدعى له، ويستغفر للميت المسلم بعد الدفن، أما قراءة القرآن عنده، سورة أو سور أو ختم القرآن فهذا ليس عليه دليل وينبغي تركه.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(14/ 132- 134)