بيان معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له)
عدد الزوار
715
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
بارك الله فيكم السائل رمز لاسمه بأخيكم في الله ع. ح. يقول: ما معنى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : «من مس الحصى فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له» ؟
الإجابة :
الحصى يعني بذلك الحجارة الصغيرة التي تكون كالحجارة التي ترمى بها الجمرات وكان مسجد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - مفروشا بهذه الحجارة ومراد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بهذا من مس الحصى أي على وجه العبث واللعب كأن يشتغل أثناء الخطبة بمسح هذا الحصى والكتابة عليه وما أشبه ذلك مما يحصل من العبث فيقول - عليه الصلاة والسلام - : «من مس الحصى -أي على وجه العبث- فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له» ففسر - صلى الله عليه وسلم - اللغو بأن الإنسان يحرم من فضيلة الجمعة وليس المراد أن صلاته لا تصح ونظير هذا قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت ومن لغا فلا جمعة له» والمراد أنه يحرم ثواب الجمعة وليس المراد أن جمعته لا تصح.
وإنني بهذه المناسبة أحذر مما يتهاون به بعض الناس من الكلام والإمام يخطب يوم الجمعة فإن ذلك من المحرمات وقد شبهه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالحمار يحمل أسفاراً فإن قال قائل إذا كان هناك الإمام يخطب يوم الجمعة ولكني لا أريد الصلاة معه وأريد الصلاة في مسجد آخر فهل يلزمني أن أنصت لخطبته فالجواب لا يلزمك فلو مررت بمسجد يصلي الجمعة وإمامه يخطب وأنت قاصد مسجدا آخر فليس عليك أن تنصت لهذا الخطيب الذي يخطب لأنه ليس الخطيب الذي تريد أن يوجه إليك النصيحة وكذلك لو فرض أنك تنتظر مجيء الإمام إلى المسجد فسمعت مسجدا آخر يخطب فإنه لا يلزمك الإنصات لخطبته لأنك لا تريد أن تتلقى التوجيه من ذاك الخطيب وإنما تريد أن تتلقى التوجيه من خطيب المسجد الذي أنت فيه.
وإنني بهذه المناسبة أقول إن ما يفعله بعض الناس اليوم من رفع الخطبة أو الصلاة من سماعات المنارة حتى يشوش على الآخرين أمر منكر نهى عنه النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حين سمع أصحابه وهم يصلون أوزاعا يجهر بعضهم بالقراءة فقال - صلى الله عليه وسلم - : «لا يؤذين بعضكم بعضا في القراءة» وفي حديث آخر «لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة» فبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هذا إيذاء وصدق - عليه الصلاة والسلام - فإن هذا الصوت الذي يسمع من الخارج يؤذي المصلين في المسجد الثاني ويشوش عليهم الاستماع إلى إمامهم بل ربما ينصرفون إلى الاستماع إلى هذا الإمام الخارج وينسون الاستماع إلى إمامهم لكون الأول أحسن قراءة وأندى صوتا وهذا إيذاء لإخوانهم المسلمين وقد حذر الله تعالى من إيذاء المؤمنين فقال: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾[الأحزاب: 58].
فنصيحتي لإخواني الذين يفعلون ذلك أن يتوبوا إلى الله -عز وجل- وأن يدعوا التشويش على إخوانهم ولا حرج فيما أرى أن تنقل الإقامة من المنارة لقول النبي - عليه الصلاة والسلام - : «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة» فإن هذا يدل على أن الإقامة تسمع من الخارج أي من خارج المسجد وإن كان بعض الإخوة قد كرهها وقال إن فيها ضررا وهو أن الكسالى إذا قيل لهم قوموا إلى الصلاة بعد الأذان قالوا لم تقم الصلاة بعد سننتظر حتى تأتي الإقامة لكني أرى أنه لا بأس بها إن شاء الله أي لا بأس بنقل الإقامة من على المنارة إن شاء الله تعالى.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب