حكم إتمام الخطبة بعد الفراغ من الصلاة وحكم إلقاء درس بعدها
عدد الزوار
103
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله تعالى - : نرى كثيراً من خطباء المساجد يداومون على إكمال خطبة الجمعة بعد الانتهاء مباشرة من الصلاة، والبعض ينشأ موضوعاً جديداً، بل وبعضهم له درس ثابت. وحجتهم في ذلك انتهاز فرصة تجمع الناس حيث يدخل المسجد أناس لا يدخلونه إلا يوم الجمعة فقط، فهل فعلهم هذا صحيح وموافق لهدي الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيرًا.
الإجابة :
لا شك أن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، وقد كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يعلن ذلك في خطبته يوم الجمعة أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، ولا شك أن أهدى الناس وأقومهم طريقاً هو محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، ولا شك أن أعلم الناس بما يصلح الناس هو محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- . فهل شرع خطبتين اثنتين قبل الصلاة وواحدة بعدها ؟!
كل يعلم بأنه لم يفعل هذا، وإذا كان كذلك فلسنا والله خيراً من محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في هداية الخلق، لذلك أرى أن ذلك الفعل الذي ذكرت في السؤال وهو أن الخطيب يكمل موضوع الخطبة بعد الصلاة، أو يأتي بموضوع جديد أرى أن هذا من البدع المنكرة.
وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: لا يستمع لكلمة تقال بعد صلاة الجمعة يعني نهى الناس أن يستمعوا إلا إذا كانت من السلطان، ومعلوم أن السلطان ليس يكتب للناس كل جمعة ولكن في الأمور التي تحدث يكتب وتقرأ بعد صلاة الجمعة، ونصيحتي لإخواني الخطباء أن يتبعوا هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ، فإنه والله أبرك، وأنفع، وأجدى للخلق، وليس نحن مشرعين نشرع ما تهواه أنفسنا، ونرى أنه الحق ولكننا متبعون نتأسى بأهدى الخلق محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- .
فالنصيحة.. النصيحة.. النصيحة لهؤلاء الخطباء بأن يدعوا الكلام بعد صلاة الجمعة، وإن كان لديهم موضوع مهم فليجعلوه في الخطبة التي قبل الصلاة.
وأما الجلوس للتدريس بعد صلاة الجمعة فلا أعلم به بأساً أن يقوم المدرس في زاوية من المسجد ويدرس، أو يكون له كرسي في وسط المسجد يجلس عليه ويدرس.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(16/111- 112)