فشل في دراسته مع أنه متمسك بأمور دينه، فما هو التوجيه؟
عدد الزوار
107
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
يقول السائل: س. ع: إني شاب متدين، وأحمد الله على ذلك، لكن مشكلتي أنني رسبت في اختبار الدور الأول، ولم أجزع -والحمد لله- بل صبرت مع العلم بأن من الشباب من لا يصلون إلا قليلا، ولا يذكرون الله إلا يسيرًا، ويرتكبون المخالفات، وقد نجحوا، فهل الدراسة ترتبط بالدين أو لا ترتبط؟ نرجو التوجيه بارك الله فيكم مع العلم بأنني لن أتراجع عن إيماني أبداً، لكن بعض الناس يسبونني، فما رأي الشرع في نظركم في حالتي؟
الإجابة :
الذي نرى في حالتك أنه لا أثر للدين في تخلفك عن الدراسة، وعدم نجاحك فيها، بل إن الدين قد يكون سبباً في نجاحك؛ لأن الدين من تقوى الله وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً﴾[الطلاق: 4]. ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾[الطلاق: 2-3].
فلا تغرنك الأماني الكاذبة والوساوس الخادعة، فتظن أن نشاطك في العبادة سببٌ في تخلفك في الدراسة، وربما لو لم تكن على جانبٍ كبير من العبادة لكان التخلف أكثر وأكثر؛ فأنت لا تدري ثم إن الدراسة وتحصيل العلم من فضل الله عزّ وجلّ والله يعطي فضله من يشاء.
فعليك أن تتجه إلى ربك بالدعاء والاستغفار، وأن لا تمن بعملك على ربك، ثم اجتهد ما استطعت في الدروس تحفظاً وتفهماً وبحثاً فلعل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقك بعد هذا بالنجاح، ولا تيأس فإنك إذا لم تنجح في هذه السنة نجحت في السنة الثانية، وكم من أناس تعبوا ولم ينجحوا، وفشلوا أول سنة، ونجحوا في السنة الثانية أو الثالثة.
المهم ألا تدع الدراسة من أجل فشلك سنة، أو سنتين، بل استمر وأيضاً لا تدع الديانة ظناً منك أن لها تأثيراً في نجاحك، فإن هذا من وساوس الشيطان وإيهامه ليصدك عن ذكر الله.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/551- 552)