حكم حضور حفلات التخرج الجامعية مع وجود المنكرات كالخمر . .
عدد الزوار
116
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(19125)
بالنسبة لي يتعذر لي في معظم الأحيان الدراسة في البيت؛ وذلك لوجود الأولاد حفظهم الله، ولذلك أعطاني القسم هنا غرفة بها مكتب، يشاركني فيه ثلاثة، أقوم بالدراسة فيه منذ التاسعة صباحا إلى الثامنة والنصف مساء تقريبا يوميا.
و إن القسم هنا يوجه لي كما يوجه لغيري دعوات لحضور حفلات القسم في مناسبات متعددة، ومنها كل أسبوعين، عند الانتهاء من الندوة الأسبوعية العلمية التي يعقدها القسم، ومشرفي هو رئيس القسم، والمهم هو: هل يجوز لي حضور هذه الحفلات معهم وهم يشربون الخمر فيها- أعزكم الله- بالرغم من وجود عصير كذلك، هذه الحفلات في القسم، وهم وقوف لا يجلسون فيها، بل يتحدثون لبعض الوقت وينصرفون (وهم الأساتذة وطلاب الدراسات العليا) وأشعر بالحرج لعدم حضوري معهم، وذلك مع وجود اللحية، أخشى أن يعتبروا ذلك معاداة لهم وخاصة منهم مشرفي، وسيكون أحدهم والله أعلم- وهو المعتاد عندهم- ممتحنا داخليا عند مناقشة الأطروحة في المستقبل، المهم هو عدم الحضور معهم والرفض الدائم لدعواتهم، وهم يروني أمامهم تقريبا يوميا، أخشى أن يعتبروه معاداة صريحة لهم.
و هل يجوز شرعاً في مثل وضعي أن أحضر معهم ولو قليلا وأشرب العصير، ثم أختفي عن أنظارهم، وذلك فقط إثباتا لمشاركتي معهم، درءا لشرهم لا قدر الله؟
الإجابة :
لا يجوز للمسلم حضور الحفلات التي يشرب فيها الخمر وغيره من المحرمات؛ لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى الغيرة على محارم الله، والبعد عن من يستحل المحرمات، وهجرهم في ذات الله، وبغضهم على قدر ما ارتكبوا من محارم الله؛ لئلا يكون مشاركا لهم في الإثم.
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-أنه قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».
وروي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: وذكر في آخر الحديث: «. . ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر» أخرجه الإمام الترمذي، انظر عارضة الأحوذي ج 10 ص 242، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وأخرجه الإمام أحمد في المسند ج1 ص 20 و ج3 ص 339 بنحوه، وفي لفظ آخر: «فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر»، والحديث صحيح له شواهد تقويه.
فعلى المسلم أن يتقي الله فيما يقول ويعمل، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾[الطلاق: 2-3] ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، فيجب عليك الابتعاد عن هذه الأماكن التي يعرض فيها الخمر، وأن تقدم رضا الله على رضا الناس، وأن تتوكل على الله وحده، وتعلم أنه النافع الضار وحده، وعليك أن تنصح زملاءك، وتذكرهم بالله، وأن عقابه أليم، وبأسه شديد على من تجرأ على محارمه، فعسى أن يكون في ذلك موعظة لهم وسبب لتوبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(26/78-81)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس