كيف كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للكفار؟
عدد الزوار
149
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فتوى رقم(1588)
إن شخصين كافرين يرغبان في الدخول في الإسلام وطلبا منه أن يذهبا معه إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة وإعطاءهما مصاحف مترجمة إلى الإنجليزية وأنه قال لهما سوف ترسلان إلى المستشفى لعمل التطهير وسوف تدليان بالشهادتين بحضور الحاكم فاستعدا بذلك وذكر أحدهما أنه قد اختتن ويطلب توجيهه بما يجب اتباعه؟
الإجابة :
إن طريقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دعوة الكفار إلى الإسلام أن يأمرهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك دعاهم إلى بقية شرائع الإسلام، ومما ورد في ذلك ما رواه البخاري ومسلم -رحمهما الله - عن ابن عباس -رضي الله عنه-: «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث معاذًا إلى اليمن فقال له إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله» وفي رواية: «إلى أن يوحدوا الله»، وفي رواية أخرى: «فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» وما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي -رضي الله عنه- حينما أعطاه الراية يوم خيبر: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم»، وفي رواية أخرى: «فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله» وقد روى أبو داود والنسائي عن قيس بن عاصم ما يدل على مشروعية الغسل لمريد الدخول في الإسلام، فينبغي لمثل هذين أن يغتسلا، ثم يشهدا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فورا، ويؤخذان بعد إلى المسجد بعد تطهرهما الطهارة الشرعية، ثم يفهما بالحضور أمام المحكمة الشرعية لإثبات إسلامهما رسميا، أما الختان فواجب على الرجال سنة في حق النساء، ولكن لو أخر دعوة من يرغب في الإسلام إلى الختان بعض الوقت حتى يستقر الإسلام في قلبه لكان ذلك حسناً.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/384- 386)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس