ما الواجب على الداعية في دعوته إلى الله؟
عدد الزوار
128
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
كما بينتم سماحة الشيخ أن طريق الدعوة طريق معين، وله زاد معين، هذا الألم وتلكم الحسرة التي توقف الداعية في وسط الطريق، هل ترضونها من الداعية أم له توجيه معين؟
الإجابة :
لا يجوز أن يقف في الطريق، بل الواجب ألاّ ييأس، وأن يكون واسع البال، كثير الصبر حتى يدرك إن شاء الله ما أراد أو يموت على ذلك، هكذا يجب، الله سبحانه يقول: ﴿وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ﴾[يوسف: 87] ويقول سبحانه ﴿لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾[الزمر: 53] ويقول سبحانه: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقَْطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ﴾[الزمر: 53].
فالواجب على الداعي والآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر ألاّ يقف في الطريق، وألاَّ ييأس ولا يقنط، بل يكون عنده حسن الظن بالله، وعنده الرجاء وعنده الصبر العظيم، حتى يدرك مطلوبه أو يموت في الطريق، أما الوقوف فلا، ولهذا يقول الله -عزّ وجلّ- لنبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾[الحجر: 99] وهو رسول الله، ويقول -عزّ وجلّ-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران: 102] فلا بد من الصبر، ويقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[الزمر: 10] ويقول النبي -صلى لله عليه وسلم-: «ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» هذه نصيحتي لكل داعٍ، ولكل مجاهد ولكل آمرٍ بمعروف وناهٍ عن منكر، ولكل مرشد ومعلم ولأشباههم، نصيحتي للجميع هو الاستمرار في الطريق الطيب، والصبر على ذلك، والصبر على الأشواك، التي قد تؤذي، والصبر على ما قد يعوق على الطريق، أو يقف في الطريق، من سائر العقبات حتى يبلغ المؤمن والداعي إلى الله مراده، أو يموت دون ذلك، والله المستعان.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(18/457- 458)