حكم الموعظة بعد صلاة الجمعة وهل تتعارض مع قوله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض)
عدد الزوار
154
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
السؤال الحادي عشر من الفتوى رقم(18612)
قال تعالى في سورة الجمعة: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ﴾[الجمعة: 10] هل عمل درس بعد صلاة الجمعة يتعارض مع توجيه الله -عزّ وجلّ- في الآية؟ وهل لصلاة الاثنين أجر صلاة الجماعة، أم أنها كصلاة الفذ (المنفرد) في الأجر؟
الإجابة :
أولا: لا نعلم دليلا يمنع الموعظة بعد صلاة الجمعة، ومعلوم أن الدواعي لإلقاء الموعظة تختلف باختلاف الأحوال، أما آية الجمعة التي أوردتموها فلا تتعارض مع إلقاء الموعظة، فمن أراد الجلوس للاستماع جلس، ومن أراد الخروج فعل ولا حرج في ذلك، فالأمر في هذا واسع والحمد لله. لكن من الحكمة عدم إلقاء الموعظة بعد خطة الجمعة إذا لم تدع لذلك الحاجة، فإن الخطبة موعظة وقد سبقت فلا تكرر، ومعلوم أن المواعظ والخطب إذا كثرت وتوالت سئمت، وقلل ذلك من شأنها وأثرها في النفوس، إلا إذا دعت الحاجة لذلك فلا بأس.
ثانياً: صلاة الاثنين فما فوقهما جماعة، لكن كلما زاد العدد زاد الفضل والأجر، ومع ذلك يجب أداء الصلاة جماعة في المسجد مع الناس، ولا يجوز التخلف عن ذلك؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر» أخرجه ابن ماجه والدار قطني وجماعة بسند صحيح وقد سئل ابن عباس -رضي الله عنهما- عن العذر، فقال: خوف أو مرض.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(12/262- 263)
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس