ما حكم تداول النشرة التي فيها نوع من السخرية بأمور الشرع...؟
عدد الزوار
108
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
سئل فضيلة الشيخ: ما رأيكم في هذه الورقة التي تسمى (رحلة سعيدة):
البطاقة الشخصية:
الاسم: الإنسان (ابن آدم)
الجنسية: من تراب.
العنوان: كوكب الأرض.
محطة المغادرة: الحياة الدنيا.
محطة الوصول: الدار الآخرة.
موعد الإقلاع: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾[لقمان: 34].
موعد الحضور: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾[الرعد: 38].
العفش المسموح به:
1 - متران قماش أبيض.
2 - العمل الصالح.
3 - دعاء الولد الصالح.
4 - علم ينتفع به.
5 - ما سوى ذلك لا يسمح باصطحابه في الرحلة.
شروط الرحلة السعيدة:
على حضرات المسافرين الكرام اتباع التعليمات الواردة في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
(مزيد من المعلومات) يرجى الاتصال بكتاب الله وسنة رسوله الكريم.
ملاحظة: الاتصال مباشر ومجانًا. لا داعي لتأكيد الحجز هاتف (43442)؟
الإجابة :
رأيي في هذه التذكرة التي شاعت منذ زمن، وانتشرت بين الناس، ووضعت على وجوه شتى؛ منها هذا الوجه الذي بين يدي؛ وهذه الورقة تشبه أن تكون استهزاء بهذه الرحلة؛ وانظر إلى قوله في أرقام الهاتف: (43442) يشير إلى الصلوات الخامس: اثنين لصلاة الفجر؛ وأربعة أربعة للظهر، والعصر؛ وثلاثة للمغرب؛ وأربعة للعشاء؛ فجعل الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين جعلها أرقامًا للهاتف، ثم قال: إن موعد الرحلة: ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾[لقمان: 34] فنقول: أين الوعد في هذه الرحلة؟! وقال: إن موعد الحضور: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾[الرعد: 38] فأين تحديد موعد الحضور؟! والمهم أن كل فقراتها فيها شيء من الكذب؛ ومنها العفش الذي قال: إن منه العلم الذي ينتفع به، والولد الصالح، وهذا لا يكون مصطحبًا مع الإنسان؛ ولكنه يكون بعد الإنسان فالذي أرى أن تتلف هذه التذكرة، وأن لا تنشر بين الناس، وأن يكتب بدلها شيء من كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى لا تقع مثل هذه المواعظ على سبيل الهزء؛ وفي كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ما يغني عن هذا كله.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أنه في هذه الآونة الأخيرة النشرات التي تنشر بين الناس ما بين أحاديث ضعيفة، بل موضوعة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين مرائي منامية تنسب لبعض الناس وهي كذب وليست بصحيحة، وبين حِكَم تنشر وليس لها أصل، وإنني أنبه إخواني المسلمين على خطورة هذا الأمر، وأن الإنسان إذا أراد خيرًا فليتصل برئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، وليعرض عليها ما عنده من المال الذي يحب أن ينشر ما ينتفع الناس به؛ وهي محل ثقة وأمانة -والحمد لله- تجمع هذه الأموال وتطبع بها الكتب النافعة التي ينتفع بها المسلمون في هذه البلاد، وغيرها.
أما هذه النشرات التي ليست مبنية على شيء، وإنما هي أكذوبات أو أشياء ضعيفة، أو حكم ليست حقيقية؛ بل هي كلمات عليها مؤاخذات، وملاحظات؛ فإنني لا أحب أن ينتشر هذا بين المسلمين، وفيما صح من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام كفاية، والله المستعان.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/328-330)