حكم من مات بعد وقوعه في الشرك جاهلًا بالحكم
عدد الزوار
111
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
لقد أجبت يا سماحة الشيخ على أحد الأسئلة المطروحة من أحد السائلين فيما يتعلق بالعذر بالجهل ، متى يعذر ومتى لا يعذر ، وذكرت بأن الأمر فيه تفصيل ، ومما ذكرت بأنه لا يعذر أحد بالجهل في أمور العقيدة ، أقول يا سماحة الشيخ إذا مات رجل وهو لا يستغيث بالأموات ، ولا يفعل مثل هذه الأمور المنهي عنها إلا أنه فعل ذلك مرة واحدة فيما أعلم ، حيث استغاث بالرسول صلى الله علية وسلم وهو لا يعلم أن ذلك حرام وشرك ، ثم حج بعد ذلك دون أن ينبهه أحد على ذلك ، ودون أن يعرف الحكم فيما أظن حتى توفاه الله ، وكان هذا الرجل يصلي ويستغفر الله لكنه لا يعرف أن تلك المرة التي فعلها حرام ، فيا ترى هل من فعل ذلك ولو مرة واحدة ، وإذا مات وهو يجهل مثل ذلك ، هل يعتبر مشركا ؟ نرجو التوضيح والتوجيه جزاكم الله خيرا .
الإجابة :
إن كان من ذكرته تاب إلى الله بعد المرة التي ذكرت ، ورجع إليه سبحانه واستغفر من ذلك زال حكم ذلك وثبت إسلامه ، أما إذا كان استمر على العقيدة التي هي الاستغاثة بغير الله ، ولم يتب إلى الله من ذلك فإنه يبقى على شركه ، ولو صلى وصام حتى يتوب إلى الله مما هو فيه من الشرك .
وهكذا لو أن إنسانًا يسب الله ورسوله ، أو يسب دين الله ، أو يستهزئ بدين الله ، أو بالجنة أو بالنار ، فإنه لا ينفعه كونه يصلي ويصوم ، إذا وجد منه الناقض من نواقض الإسلام بطلت الأعمال حتى يتوب إلى الله من ذلك هذه قاعدة مهمة ، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[الأنعام:88] وقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾[ الزمر:65- 66] وأم النبي -صلى الله عليه وسلم- ماتت في الجاهلية ، واستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه ليستغفر لها فلم يؤذن له. وقال -صلى الله عليه وسلم- لمن سأله عن أبيه: «إن أبي وأباك في النار» وقد ماتا في الجاهلية.
والمقصود أن من مات على الشرك لا يستغفر له ولا يدعى له ، ولا يتصدق عنه، إلا إذا علم أنه تاب إلى الله من ذلك، هذه هي القاعدة المعروفة عند أهل العلم ، والله ولي التوفيق.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(28/215)