هل حلق اللحية من كبائر الذنوب؟
عدد الزوار
116
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
بارك الله فيكم هذا السائل من جمهورية مصر العربية ع. ع. م. يقول: هل يعتبر حلق اللحية من الكبائر وهل يوجد حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبين فيه العقاب الشديد لمن حلق لحيته أرجو منكم إفادة؟
الإجابة :
حلق اللحية من الكبائر باعتبار إصرار الحالقين، يعني أن الذين يحلقون لحاهم يصرون على ذلك ويستمرون عليه ويجاهرون بمخالفة السنة، فمن أجل ذلك صار حلق اللحى كبيرة من حيث الإصرار عليه، أما الأحاديث الواردة في ذلك فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنها من الفطرة، أي أن إعفاء اللحى من الفطرة. وبناء على ذلك يكون من حلقها مخالفاً لما فُطِرَ الناس عليه، ثانيا: أخبر النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن حلق اللحية من هدي المجوس والمشركين ونحن مأمورون بمخالفة المجوس والمشركين بل وكل كافر؛ لقول النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «مَنْ تشبه بقومٍ فهو منهم»، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: (سنده جيد وأقل أحواله يقتضي التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم).
ثالثا: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر بإعفاء اللحية وقال: «أعفوا اللحى» وفي لفظٍ: «وفروا» وفي لفظٍ: «أرخوا» وقال: «خالفوا المشركين خالفوا المجوس» والأصل عند أكثر العلماء أن أوامر الله ورسوله للوجوب حتى يوجد ما يصرفها عن ذلك ووجهٌ آخر أظنه الرابع: أن إعفاء اللحية هدي النبي -عليه الصلاة والسلام- وهدي الرُّسل السابقين والقارئ يقرأ قول الله تعالى عن هارون حين قال لأخيه موسى: ﴿يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي﴾[طه: 94] والعالم بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد بلغه أنه -عليه الصلاة والسلام-: «كث اللحية عظيم اللحية» ولو خير العاقل بين هدي الأنبياء والمرسلين وهدي المشركين، فماذا يختار؟ إذا كان عاقلاً فسيختار هدي الأنبياء والمرسلين ويبتعد عن هدي المجوس والمشركين؛ لهذا ننصح إخواننا المسلمين أن يتقوا الله أقول اتقوا الله امتثلوا أمر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في إعفاء اللحية، فإن الله قال: ﴿فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[النور: 63] قال الإمام أحمد: (أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيءٌ من البغي فيهلك)، فالمسألة عظيمة فنحن نخاطب جميع إخواننا المسلمين أن يتقوا الله -عز وجل- وأن يتمسكوا بهدي النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى يؤجروا على ذلك ويحصل لهم مع طيب المظهر باللحية التي جمَّل الله بها وجه الرجل الطيب المبطن وهو طيب القلب لأن الإنسان كلما ازداد تمسكاً بدين الله ازداد قلبه طيباً ولنستمع إلى قول الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[النحل: 97] ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾[النحل: 97] ما قال فلنكثرن ماله فلنرفهنه، قال: ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾[النحل: 97] حتى لو كان فقيراً قلبه مطمئن راضٍ بقضاء الله وقدره فحياته طيبة، نسأل الله تعالى أن يطيب قلوبنا بذكره والإيمان به وأن يهدي جميع المسلمين لسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب