اختلاف العلماء في والد إبراهيم عليه السلام
عدد الزوار
122
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فتوى رقم(6612)
من هو أبو سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟ لأني سمعت بعض العلماء يقولون: إن آزر ليس أبا إبراهيم الذي ولده، بل هو أخو أبيه، وقد جاء بحجة في القرآن والحديث الذي قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: «خرجت من كابر إلى كابر، ولم يمسسني شيء من سفاح الجاهلية» ؛ ولذلك قالوا: إن آزر ليس أبا إبراهيم؛ لأن إبراهيم من أجداد الرسول وكيف يكون أبوه كافرا، ولهذا قالوا: إن آزر ليس أبا إبراهيم، وأما أنا وبعض إخواني طلاب سمعنا أيضا من عالم آخر يقول: إن آزر هو أبو إبراهيم الذي ولده، وقال: إن في القرآن آية تدل على ذلك وهي: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ﴾[الأنعام: 74] ولذلك أرجو منكم بيانا واضحا لتطمئن قلوبنا؛ لأننا طلاب؟
الإجابة :
إن الحق هو ما ذكره العالم الثاني، من أن آزر هو أبو إبراهيم، لقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً﴾ وهذا نص قطعي صريح لا يحتاج إلى اجتهاد، ورجح ذلك الإمام ابن جرير وابن كثير. أما الحديث فذكر السيوطي في [الجامع الصغير] عن علي -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء» رواه الطبراني في [الأوسط] وابن عدي، وقال الهيثمي: فيه محمد بن جعفر بن محمد صحح له الحاكم، وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات.
فالحديث يفيد طهارة سلسلة نسبه-صلى الله عليه وسلم- فقط، ولم يتعرض للكفر والإسلام في آبائه، ولا يلزم من كفر آزر أن يكون نكاحه سفاحا، وعلى فرض صحة الحديث المذكور لا يلزم من كون آزر كافرا أن يكون نكاحه سفاحا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/216- 217)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس