بيان معنى قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل..)
عدد الزوار
91
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما معنى الآية الكريمة ﴿وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُوراً﴾[الإسراء: 33] ؟
الإجابة :
ينهى الله سبحانه وتعالى عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق والنفس التي حرم الله قتلها أربعة أصناف المسلم والذمي والمعاهد والمستأمن هؤلاء أربعةٌ من الناس نفوسهم معصومة لا يجوز لأحدٍ أن يعتدي عليهم قال الله تعالى: ﴿إِلاَّ بِالْحَقِّ﴾ يعني إذا قتلتم النفس التي حرم الله بالحق كالقصاص مثلاً فإن ذلك جائز قال الله تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ﴾[المائدة: 45]... الخ وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً﴾[الإسراء: 33] يعني أن الإنسان إذا قتل ظلماً فلوليه أي ولي المقتول أن يقتل القاتل والسلطان هنا يشمل السلطان الكوني والقدري الشرعي، أما الشرعي فهو ما أباحه الله تعالى من القصاص وأما القدري فإن الغالب أن القاتل لا بد أن يقتل لا بد أن يعثر عليه ويقتل ومن أمثال العامة السائرة قولهم: القاتل مقتول يعني لا بد أن الله تعالى يسلط عليه حتى يعثر عليه ويقتل وقوله: ﴿فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ﴾ أي فلا يسرف ولي المقتول في القتل أي في قتل القاتل بل يقتله كما قتل هو المقتول الأول وبه نعرف أنه يقتص من القاتل بمثل ما قتل، فمثلاً: إذا قتله بالذبح ذبحناه وإذا قتله بالرصاص رميناه بالرصاص وإذا قتله برض رأسه بين حجرين رضضنا رأسه بين حجرين وهكذا وليعلم أن القصاص لا يستوفى إلا بحضرة السلطان ولي الأمر أو من ينيبه لئلا يعتدي أولياء المقتول في القصاص
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب