حكم تأويل قوله تعالى: (أولئك لهم جنات عدنٍ تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب . .) بانتصار العرب على الفرس
عدد الزوار
114
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فتوى رقم(1883)
قال في ترجمته لآية (32) من سورة الكهف، وهي قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾[الكهف: 32] بأن المراد من هذه الآية التنبؤ بانتصار العرب على الفرس والروم وما تتمتع به بلاد هاتين الأمبرطوريتين من خصوبة وعمران؟
الإجابة :
هذه الآية بيان للجزاء الأخروي الذي أعده الله لمن ذكرهم سبحانه في الآية التي قبل هذه الآية ممن آمن إيمانا صادقا وعمل صالحا قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا * أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾[الكهف: 30- 31] الآية، بعد بيانه لجزاء الظالمين الذين كفروا وسعوا في الأرض فسادا بقوله: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾[الكهف: 29] فتفسيرها بما ذكر في السؤال من انتصار العرب على الفرس والروم، وتمتعهم بما في أراضيهما من المتع والخيرات الدنيوية تحريف للكلم عن مواضعه ومناقضة لما يقتضيه سياق الكلام، وهو أشبه ما يكون بتأويل الباطنية الذين ينكرون اليوم الآخر وما فيه من جزاء لمن أحسن ولمن أساء.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/ 357- 358)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز. ... الرئيس