حكم جمع بعض الطلاب لقراءة القرآن بقصد سعة الرزق
عدد الزوار
84
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
فتوى رقم(4028)
في أوغندة إذا أراد شخص أن يدعو ربه خاصاً لسعة الرزق يدعو أشخاصاً من المتعلمين ويحضرون إليه ويحمل كل واحد مصحفه ويبدأون في القراءة واحد يقرأ سورة (يس)؛ لأنها قلب القرآن، وثاني سورة (الكهف)، وثالث سورة (الواقعة أو الرحمن، أو الدخان، المعارج، نون، تبارك، يعني الملك، محمد، الفتح) ونحو ذلك من السور القرآنية، وبكراً كذا وبكراً كذا لا يقرءون من البقرة أو النساء وبعد ذلك الدعاء، فهل هذا الطريق مشروع في الإسلام وإن كان عكس فأين الطريق المشروع مع الدليل عنه ؟
الإجابة :
قراءة القرآن مع تدبر معانيه من أفضل القربات ودعاء الله واللجأ إليه في التوفيق للخير وفي سعة الرزق ونحو ذلك من أنواع الخير عبادة مشروعة، لكن القراءة بالصفة التي ذكرت في السؤال من توزيع سور خاصة من القرآن على عدة أشخاص كل منهم يقرأ سورة ليدعو بعد ذلك بسعة الرزق ونحوها بدعة؛ لأن ذلك لم يثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قولا ولا فعلا ولا عن أحد من الصحابة -رضي الله عنهم- ولا عن أئمة السلف رحمهم الله، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، وقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
ودعاء الله مشروع في كل وقت ومكان وعلى أي حال من شدة ورخاء، ومما رغب فيه الشرع وحث على الدعاء فيه السجود في الصلاة ووقت السحر وفي آخر الصلاة قبل السلام، فقد ثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري ومسلم وقد ثبت عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم» رواه أحمد ومسلم والنسائي وأبو داود وثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم وأبو داود والنسائي وفي الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما علمه التشهد قال له: «ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو».
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/486-487)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس