نصيحة لفتاة تائبة
عدد الزوار
145
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
من المرسلة ع. أ. من جدة تقول: تعرفت على صديقات سوء، فما كان منهن إلا أن رمينني في كثيرٍ من المعاصي، والحمد لله تعرفت على صديقات يخفن الله، فكن خير دليل لي على سبيل الخير، وأريد الجواب لي من سماحتكم، بماذا توجهونني، بشأن ما فعلته من ذنوب سابقة، هل يعفو الله عني، وأيضًا ما هو السبيل للابتعاد عن رفاق السوء، فلا زالوا يسعون إلى مضايقتي للعودة عن حياة الهداية، وجهوني جزاكم الله خيرًا؟
الإجابة :
ننصحك بأن تلزمي الصواحبات الخيرات الطيبات، وأن تحذري الصواحبات الأول؛ لأنهن شرٌّ كما ننصحهن بالتوبة إلى الله مما سلف من المعاصي، ومن تاب تاب الله عليه، يقول الله سبحانه:
﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾[طه: 82] ويقول سبحانه: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[النور: 31]، فمن تاب أفلح؛ والتوبة الندم على الماضي بصدق، والعزم ألا تعودي فيه، والحذر منه، هذه التوبة: ندم وإقلاع من الذنوب، وعزم صادق ألاَّ تعودي فيها، فإذا فعلتِ ذلك غفر الله لك ما سلف بالندم، والإقلاع وعدم العودة والعزم الصادق لا تعودي فأنت على خير والحمد لله، والله يتوب عليك وعلى كل من تاب، توبة صادقة توبة نصوحًا، واحذري العودة إليهن، والزمي الرفيقات الطيبات الأخيرات، الزميهن، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بصحبة الأخيار، وحذر من صحبة الأشرار، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، أي: من يصاحب، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء، مثل حامل المسك ونافخ الكير»، الجليس الصالح: مثل حامل المسك، إما أن يعطيك، وإما أن تبتاع منه، يعني تشتري، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، هذا صاحب المسك، ونافخ الكير مثل جليس السوء، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة، فاتقي الله أيتها السائلة، والزمي الصواحبات الطيبات، والزمي التوبة مما مضى من الذنوب، واحذري صواحبات السوء.
المصدر :
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(18/429- 431)