وصف هذه الأمة بالأمية
عدد الزوار
142
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
كثيرًا ما نقرأ في الصحف ونرى إعلانات في الشوارع تشجب الأمية وتعدها من علامات التخلف، والله تعالى وصف هذه الأمة بالأمية فقال: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [الجمعة: 2]، فأرجو أن توضحوا ذلك؟
الإجابة :
كانت أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من العرب والعجم لا يقرءون ولا يكتبون, ولهذا سموا أميين، وكان الذين يكتبون ويقرءون منهم قليلين جدا بالنسبة إلى غيرهم، وكان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يقرأ الكتابة ولا يكتب كما قال الله سبحانه: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾[العنكبوت: 48] وكان ذلك من دلائل صدق رسالته ونبوته -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه أتى إلى الناس بكتاب عظيم أعجز به العرب والعجم أوحاه الله إليه ونزل به عليه الروح الأمين جبرائيل -عليه الصلاة والسلام-، وأوحى إليه سبحانه السنة المطهرة وعلوما كثيرة من علوم الأولين, وأخبره سبحانه بأشياء كثيرة مما كان في غابر الزمان ومما يكون في آخر الزمان ومما يكون في يوم القيامة, كما أخبره بأحوال الجنة والنار وأهلهما وكان ذلك مما فضله الله به على غيره وأرشد به الناس إلى منزلته العالية مع وصفه بالأمية, لأن ذلك من أوضح الأدلة على نبوته ورسالته، ولهذا قال سبحانه: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾[العنكبوت: 48]، أما وصف الأمة بالأمية فليس المقصود منه ترغيبهم في البقاء عليها، وإنما المقصود الإخبار عن واقعهم وحالهم حين بعث الله إليهم محمدا -صلى الله عليه وسلم-، وقد دل الكتاب والسنة على الترغيب في التعلم والكتابة والخروج من وصف الأمية فقال الله سبحانه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾[الزمر:9]، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة:11] وقال سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ الآية[فاطر:28]. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» رواه الإمام مسلم في صحيحه. وقال أيضًا -عليه الصلاة والسلام-: «من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين» متفق على صحته، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وبالله التوفيق.
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/67)