هل للطيار الحربي أن يصلي العصر قبل دخول وقتها إذا علم أنه لن يعود من رحلته إلا بعد خروج وقت العصر ؟
عدد الزوار
93
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
إذا صليت الظهر في وقتها وعند الساعة الثانية والنصف ظهراً أي قبل دخول وقت العصر تلقيت أمراً بالإقلاع لمهمة أعلم أنني لن أهبط منها بالطائرة الحربية المقاتلة إلا بعد خروج وقت العصر، فهل لي أن أصلي العصر قبل أن أصعد الطائرة ناوياً بذلك جمعها مع الظهر مع أنني ما زلت في بلد إقامتي ؟ أم أنني لا أصليها إلا بعد دخول وقت العصر وأنا في الطائرة لا أستطيع القيام ولا استقبال القبلة ؟
الإجابة :
الواجب أداء الصلاة في وقتها ولا يجوز لك تقديم صلاة العصر مع الظهر قبل سفرك، وكذلك لا يجوز لك تأخير صلاة العصر إلى المغرب، وإذا حان وقت الصلاة والطائرة لا زالت مستمرة في طيرانها وكانت من الصلوات التي لا تجمع مع ما بعدها كصلاة الفجر أو العصر أو العشاء وتخشى خروج وقت الصلاة إذا أخرت أداءها حتى تهبط الطائرة وتنزل منها فإنه لا يجوز لك تأخيرها حتى يخرج وقتها بل يجب عليك أداؤها في الطائرة قبل أن يخرج وقتها حسب الاستطاعة، فإن استطعت أداءها قياماً مع الركوع والسجود في مكانك أو في أي مكان من الطائرة فإنه يجب عليك ذلك، وإن لم تستطع القيام وكان في ذلك مشقة عليك فإنك تصلي جالساً وتومئ بالركوع والسجود ويكون السجود أخفض من الركوع؛ لقول الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾[التغابن: 16]، ولما صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب» رواه البخاري والنسائي.
وإذا لم يمكن ذلك جميعه جاز لك تقديم صلاة العصر في وقت الظهر؛ لأن الجمع جائز للحاجة تقديماً أو تأخيراً حسب الأرفق بالمصلي ولأن الصلاتين الجائز جمعهما وقت أحدهما وقت للأخرى عند الحاجة للجمع، ولحديث المستحاضة من حديث حمنة بنت جحش - رضي الله عنها- عند الترمذي وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها:» فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ثم تغتسلين حين تطهرين وتصلين الظهر والعصر جميعاً ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الصبح وتصلين«، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «وهو أعجب الأمرين إلي» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، ولا يشترط للجمع توالي أداء الصلاتين.
أما الاتجاه للقبلة في صلاة الفريضة فإنه يجب عليك الاتجاه إليها في جميع الصلاة، حسب الاستطاعة، فإذا انحرفت الطائرة عن القبلة في أثناء الصلاة فإنك تتوجه للقبلة كلما دارت؛ لأن استقبال القبلة شرط في صحة الصلاة، وإن لم تستطع الدوران للقبلة أو افتتاح تكبيرة الإحرام لها فلا حرج عليك وتصلي حسب قدرتك وصلاتك صحيحة إن شاء الله؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾[البقرة: 115].
المصدر :
اللجنة الدائمة(1/392)المجموعة الثالثة