حكم القيام للداخل
عدد الزوار
131
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
إذا اجتمع الناس في مجلس ما وقدم عليهم أناس آخرون فهل يسن القيام للقادمين ولو كانوا على التوالي أم يسن الجلوس فقط وما هدي النبي- صلى الله عليه وسلم - في ذلك.
الإجابة :
هدي النبي- صلى الله عليه وسلم - في ذلك أنه لا يقوم لأحد وهو يكره أن يقوم الناس له - عليه الصلاة والسلام - ولكنه ورد في صحيح البخاري أن النبي- صلى الله عليه وسلم - لما قدم إليه وفد ثقيف قام فإما يكون هذا القيام لاستقبالهم وإما أن يكون هذا القيام لأجل الكلام الذي أراد أن يتكلم به وعلى كل حال فلو أن الناس اعتادوا عدم القيام للقادم لكان هذا أفضل وأولى وأحسن ولكن ما داموا قد اعتادوا ذلك وصار من لم يقم يعتبره القادم مهيناً له فإنه لا ينبغي أن يفعل الإنسان ما فيه إلقاء العداوة بين الناس ولكن الأفضل كما قلت أن يعتاد الناس وأن يبين لهم أن السنة عدم القيام ولكن يجب أن يفرق بين القيام للشخص والقيام إليه والقيام عليه لأن هذه الأشياء الثلاثة يختلف حكمها فأما القيام إلى الشخص لاستقباله فهذا لا بأس به بل هو سنة فيمن يستحق ذلك لقول النبي- صلى الله عليه وسلم - للأوس حين أقبل سعد بن معاذ - رضي الله عنه - لتحكيمه في بني قريظة قال النبي- صلى الله عليه وسلم - قوموا إلى سيدكم.
وأما القيام للشخص فهو الذي ذكرناه قريباً وأن الأفضل تركه ولكن إذا اعتاده الناس وكان في تركه مفسدة فإنه لا ينبغي تركه درءاً لهذه المفسدة.
وأما القيام على الشخص فهذا منهي عنه بأن يقف الإنسان على الشخص وهو قاعد فهذا منهي عنه إلا لمصلحة أو حاجة فمن المصلحة أن يكون في القيام عليه إغاظة للأعداء من الكفار كما فعل المغيرة ابن شعبة - رضي الله عنه - في قيامه على النبي- صلى الله عليه وسلم - حين كانت رسل قريش تأتي إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - للمفاوضة فقد كان المغيرة - رضي الله عنه - قائماً على رأس النبي- صلى الله عليه وسلم - بالسيف فهذا فيه مصلحة وهو إغاظة الكفار وبيان عظمة النبي- صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم وكذلك أيضاً إذا كان هناك حاجة مثل أن يقام على رأس الشخص خوفاً عليه فإنه لا بأس به حينئذ لأجل الحاجة إليه وإلا فهو منهي عنه حتى إن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال: «إذا صلى الإمام قاعداً فصلوا قعوداً» تحقيقاً للمتابعة متابعة الإمام في قعوده إذا صلى قاعداً وإبعاداً عن مشابهة الأعاجم الذين يقفون على رؤوس ملوكهم فهذه ثلاثة أشياء يجب أن يعرف الفرق بينها القيام للشخص وإليه وعليه وهذا بالنسبة للقائم أما بالنسبة لمن يقام له فإنه من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب