كيف يتصرف مع والده الذي يسب الدين ؟ وحكم الأكل من ماله المكتسب من حرام ؟
عدد الزوار
101
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
الفتوى رقم(10504)
إنني نشأت في أسرة غير إسلامية بالمعنى الصحيح فوالدي لا يصلي وكذلك والدتي، ووالدي لا يميز الحرام عن الحلال، فهو يملك مبلغا من المال، يتقاضى عليه فائدة شهرية نعيش منها. وعندما أحاول أن أقنع والدي بأمر ما أنه حرام يسب الإسلام والذي جاء به ويكذب الرسول- صلى الله عليه وسلم - في أي أمر لا يعجبه. أسأل الله لي وله الهداية، وعندما أيقنت أنني لن أستطيع التأثير عليه بدأت ألتزم الصمت ولا أتكلم معه في أي أمر يخص الدين، ولكن صمتي لم يجعله يترك الربا أو يكف عن سب الإسلام ومدح اليهود على حساب المسلمين.
وأنا الآن في صراع نفسي أعيشه كل يوم، وأفكر بوسيلة للخروج من هذه الأزمة وقد حاولت أن أجد بعض الحلول، فقد حاولت أن أسجل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث وجدت أنها فرصة للتخلص من هذه البيئة، وكانت النتيجة أن رفض طلبي بسبب عدم توفر الشروط.
أما الآن فأنا في حيرة من أمري، هل أبقى في بيت والدي؛ طعامي حرام وملبسي حرام إلى أن أنتهي من دراستي الجامعية التي بدأت هذا العام، أم أتابع دراستي الجامعية خارج بيت والدي ؟ حيث أتوكل على الله، وأسعى وراء لقمة العيش بالعمل الحلال، وأنقذ نفسي من اللقمة الحرام، والوقوع في هاوية عقوق الوالدين التي كدت أن أقع فيها، علما بأنني لست صالحا إلى الحد الذي يرضي الله عز وجل، ولو أنني كنت كذلك ما اقتربت من هاوية عقوق الوالدين، ولكنني أرغب أن أكون مسلما صالحا، وأسعى وراء حياة إسلامية صحيحة، وعندي أمل أن أعيش هذه الحياة خارج بيت والدي، وسؤالي: هل أنا على بينة من أمري إن اتخذت تلك الخطوة أم لا ؟ بمعنى: هل يوفقني الله في البحث عن العيش الحلال إن رافقه عدم رضاء والدي علي ؟
الإجابة :
إذا كان الأمر كما ذكر فاستمر في نصح والدك وتعاون مع من يساعدك من الأقارب والأصدقاء والجيران على الاجتهاد معه فيما يصلح حاله، فإن صلح فالحمد لله، وإلا فاستعن بالله واجتنب مكسبه الحرام، واكسب لنفسك وتوكل على الله، وصاحبه في الدنيا معروفا، واتبع سبيل من أناب إلى الله، ولا يعتبر ذلك عقوقا منك لأبيك. هداك الله وإياه سواء السبيل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر :
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(25/189- 191)
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس