بيان معنى قوله تعالى: ( الم * غلبت الروم . .)
عدد الزوار
99
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما تفسير هذه الآيات الكريمات منها قوله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴾[الروم: 1-3] ؟ أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآيات الكريمة ، ومن هم الروم المذكورون فيها ؟
الإجابة :
الروم: هم النصارى المعروفون ، وكانت الحرب بينهم وبين الفرس سجالا ، تارة يدال هؤلاء على هؤلاء ، وتارة هؤلاء على هؤلاء ، أخبر الله سبحانه وتعالى أنهم غلبوا ، غلبتهم الفرس:﴿ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾[الروم: 3-4] فوقع ذلك فغلبت الروم الفرس ، وكان ذلك في أول مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين كان الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة ، وكان ذلك من الآيات والدلائل على صدقه -صلى الله عليه وسلم- وأنه رسول الله حقا ، لوقوع الأمر ، كما أخبر الله به في كتابه العظيم .
فالله جل وعلا هو العالم بالمغيبات ، ويخبر نبيه بما يشاء منها سبحانه وتعالى ، كما أخبره عن الكثير مما يكون في آخر الزمان ، كما أخبره فيما مضى من الزمان ؛ من أخبار عاد ، وثمود ، وقوم نوح ، وفرعون وغيرهم ، وكما أخبره أيضا عليه الصلاة والسلام عما يكون يوم القيامة ، ومن حال أهل الجنة وأهل النار إلى غير ذلك ، فهذا من جملة الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن ووقعت كما أخبر ، وكان ذلك من علامة صدق الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد فرح المسلمون بذلك ؛ لأن الروم أقرب إلى المسلمين من الفرس؛ لأنهم أهل كتاب ، والفرس عباد أوثان؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ الآية[الروم: 4- 5].
المصدر :
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/265- 267)