التوفيق بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) وقوله: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)
عدد الزوار
74
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ورد في سورة السجدة قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ» [السجدة:5] ، وفي سورة المعارج قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾[المعارج:4] فما التوفيق بين الآيتين ؟
الإجابة :
أما آية السجدة فإن الله يقول: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ﴾ هذا في الدنيا ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾[السجدة: 5] وذلك أنه قد جاء في الحديث: «بين الأرض والسماء الدنيا خمسمائة سنة، وأن كثف السماء خمسمائة سنة» .
فعلى هذا ألفاً.
أما في سورة المعارج فإن ذلك في الآخرة، ولهذا يظهر لي أن قوله تبارك وتعالى: ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾[المعارج:4] متعلق بقوله: ﴿بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ﴾[المعارج: 1 ـ 2] أي: أن هذا العذاب الواقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وليس متعلقاً بقوله: ﴿تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ﴾[المعارج: 4] بل تعرج الملائكة والروح إليه في الدنيا حسب ما جاء في سورة: «ألم تنزيل» السجدة، هذا الذي يظهر لي.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(157)