بيان معنى قوله تعالى:( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) وما هي قصة الغرانيق ؟
عدد الزوار
86
التاريخ
01/01/2021
السؤال :
ما هي قصة الغرانيق الواردة في بعض كتب السيرة مع شرح قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم: 3-4] وما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا؟
الإجابة :
قصة الغرانيق هي أنه ذكر بعض المفسرين على قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾[الحج: 52-55] ذكر بعض المفسرين أن هذه القصة كانت حين قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام: ﴿أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾[النجم: 19-20] أن الشيطان ألقى في قراءته تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى وهذه القصة أنكرها كثير من أهل العلم وقالوا: إنه لا يمكن أن يقع ذلك من النبي-صلى الله عليه وسلم-وطعنوا في إسنادها ومن العلماء من لم ينكرها وقال: إن هذا ليس من كلام الرسول-صلى الله عليه وسلم-فإن الله يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى﴾[الحج: 52] يعني قرأ: ﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾[الحج: 52] فالذي ألقى هذا الكلام هو الشيطان وليس النبي -صلى الله عليه وسلم-وإذا كان هو الشيطان، فإن ذلك لا يقدح في مقام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ولهذا قال: ﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ﴾[الحج: 52-53] إلى آخر الآيات وهذا لا يقدح في مقام النبوة وفي مقام رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأما قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾[النجم: 3-4] فإن الضمير في قوله وما ينطق يرجع إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أي أنه -صلى الله عليه وسلم-ما يقوله عن ربه وما يبلغه من الوحي فإنه لا ينطقه عن هوى منه أو تقول على الله عز وجل بلا علم وإنما هو وحي يوحيه الله إليه ولهذا قال: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى﴾[النجم: 3] فأتى بعن الدالة على أن المعنى ما ينطق نطقا صادرا عن هوى وإنما هو عليه الصلاة والسلام ينطق عن الوحي الذي أوحاه الله إليه.
فضيلة الشيخ: الفقرة الأخيرة يقول: ما هو الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا؟
الشيخ: الموقف الذي يجب أن يقفه المسلم من هذا ومن غيره من الإسرائيليات أن يعرض هذه الإسرائيليات على ما في الكتاب والسنة فما وافق الكتاب والسنة فهو حق لا لأنه من خبر بني إسرائيل بل لأنه موافق للكتاب والسنة وما خالفه فهو باطل وما لم يخالفه ولم يوافقه يعني ما لم تعلم مخالفته ولا موافقته فإنه يتوقف فيه ولا يحكم بصدقه ولا بكذبه.
المصدر :
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب